دمشق، سوريا، 24 ديسمبر، محمّد صلاح الدين، خاص أخبار الآن – 

يتناول الجزء الأوّل معلوماتٍ خاصّة عن سجون النّظام غير الرسميّة والتي يقبع فيها آلاف المدنيين ولا يُعرف عنهم أيُّ شيء فيما يُعرض في الجزء الثاني شهادات لأقرباء بعض المخطوفين والمغيّبين قسرياً.


يقول العميد الذي فضّل عدم الكشف عن هويّته والذي يعمل في جهاز الاستخبارات السوريّ إنّ النّظام هيّأ لكبار الشبّيحة والضّباط الذين يشرفون على إدارة عشرات الحواجز التي تفصل شوارع وأحياء دمشق بعضها عن بعض سُبل وإمكانية اعتقال المدنيين غير المُدانين بوثائق رسميّة تثبت انخراطهم في الثورة ومعارضتهم نظام الأسد من خلال السماح لهم باستغلال أقبية الأبنية القريبة من الحواجز العسكريّة لإيداع المخطوفين فيها ومطالبة ذوييهم بمبالغ مالية كبيرة كـ (فديةٍ) لقاء إطلاق سراحهم.

إضافة لأقبيّة وزنزانات تتبع بشكل مباشر للأفرع الأمنيّة في العاصمة دمشق يُسجن فيها السياسيّون والمعارضون لنظام البعث منذ عشرات السنين فلا يتمُّ عرضهم على المحاكم ولا تتبع هذه الأقبية والزنزانات لإدارة السجون ومنها ما يسمّى سجن “كركون الشيخ حسن” الذي يعلوه فرع الأمن الجنائيّ بباب مصلّى ويمتدّ على مساحةٍ ليست قليلة تحت أرض العاصمة وله بابان فقط أحدهما داخل فرع الأمن الجنائي والآخر على الشارع الرئيس الواصل بين الحميديّة وباب مصلّى.

سجنٌ آخر يقع في  كفرسوسة ويعلوه المربّع الأمنيّ في المنطقة التي تحوي على وزارة الدّفاع وفرع المعلومات والفرع 215 سيء السّمعة وعددٍ آخر من المقار الأمنيّة والعسكريّة وهذا السجن يدعى “حبس الدم” ويمتدّ على مساحة كبيرة ويحوي في طياته المظلمة قرابة سبعة آلاف معتقل كثيرٌ منهم منشقّون ألقي القبض عليهم أو مسلّحون قاتلوا النّظام بعد أن انضمّوا إلى الجيش الحر ولا يرون في حبس الدم ضوء الشمس.

أمّا أقذر تلك الأقبية وأكثرها سوءاً تلك الموجودة تحت أرض مطار المزّة العسكريّ والتي يشرف عليها اللواء جميل حسن مدير إدارة المخابرات الجوية بشكل مباشر وتُحتجز فيها مئات العائلات وآلاف المعتقلين من السياسيين و النشطاء.

يضيف العميد متحدثاً عن أساليب التعذيب التي يتعرض لها المعتقلون فيقول: “الجميع بات يعلم طرق وأساليب النظام في تعذييبه للسجناء فلا يوفّر طريقةً إلّا ويجرّبها عليهم من الشبح والشبح العكسي (تعلييقهم من أقدامهم وأيديهم) إلى الكي بالنار واللدغ بالكهرباء وغيرها مما يخطر في بال السجّانين عدا عن تجويعهم وإجبارهم على القيام بأعمالٍ شاقّة وحرمانهم من الطبابة والنظافة”.


وعن السبب الذي أنشئت لأجله هذه الزنزانات والأقبية يقول العميد: “كثيرٌ من الّذين يعتبرهم النّظام (خطراً ) على سلطته وسطوته لا يمكن للنظام إدانتهم بشكل رسميّ ولا يستطيع التخلّص منهم قانونيّاً فيلجأ إلى إخفائهم قسرياً دون محاكمة.

أمّا سماحُهُ للضباط والشبيحة المسؤولين عن الحواجز العسكرية باحتجاز المدنيين والمطالبة بافتدائهم فهي من باب ترغيب هؤلاء الذين يعانون كثيراً في عملهم على الحواجز ومعرضون بشكل يوميّ للاستهداف من قبل الجيش الحر فتكون الأموال التي يحصلون عليها محفزّاً لهم للبقاء في هذا العمل.

للإطلاع على الجزء الثاني يرجى الضغط هنا