دبي، الإمارات العربية المتحدة، 21 ديسمبر 2013، البيان –

حصل فريق علمي من طلاب كلية الهندسة بجامعة الإمارات على براءة اختراع، الأولى من نوعها على مستوى العالم، من مكتب براءات الاختراع في الولايات المتحدة الأميركية، يتضمن الاختراع تطوير نظام آلي يسمح باستخدام المركبات وقيادتها بالقدمين فقط دون الحاجة لاستخدام الذراعين، حيث يستطيع السائق التحكم بشكل كامل بالمركبة دون استخدام الذراعين أو الأطراف العليا، من خلال تركيب ثلاث عتلات، تعمل كل واحدة منها بشكل منفصل في أرضية السيارة.

إنجاز علمي

ويعتبر هذا الإنجاز البحثي الأول على مستوى العالم في أن تكون هنالك سيارة يتم قيادتها من خلال القدمين فقط، يساعد ذوي الاحتياجات الخاصة.

واكد الأستاذ الدكتور رياض عبد اللطيف المهيدب، نائب مدير جامعة الإمارات للبحث العلمي والدراسات العليا، ان هذا الابتكار، والذي تم انجازه بناءً على فكرة الطالبة ريم المرزوقي، يدلل على مدى الاهتمام الكبير الذي توليه الجامعة لجانب البحث العلمي، وتحفيز الطلبة على الابتكار والإبداع، وتعتبر هذه السيارة الخاصة بطبيعتها هي مشروع مستقبلي ناجح لطلبة من كلية الهندسة، استطاعوا ومن خلال اجتهادهم ومثابرتهم أن يحولوا مجموعة الأفكار الى واقع ملموس، يلامس جزءا مهما من شريحة لا يستهان باحتياجاتها في المجتمع، ليس على المستوى المحلي وانما على المستوى العالمي.

واضاف: تكوّن فريق الباحثين من الطالبة المخترعة ريم المرزوقي من قسم الهندسة المعمارية، والطالبين حازم وليد وحسام حبوش، والمشرف الأستاذ الدكتور يوسف الحايك من قسم الهندسة الميكانيكية، كانوا سعداء جدا بهذا الإنجاز، الذي تحول من مجرد أفكار بسيطة على الورق الى حقيقة والى براءة اختراع مهمة.

خدمة إنسانية

وقالت الطالبة ريم المرزوقي، تعقيبا لها على المشروع، ان البداية كانت فكرة ان ننجز مشروعا ضمن مساق دراسي، على ان يكون لهذا المشروع أثر ايجابي في المجتمع، حيث كنت دائما أفكر في قائدة الطائرة الاميركية من ذوي الاحتياجات الخاصة “جيسيكا كوكس”، والتي تقود طائرة من دون ذراعين، وكيف استطاعت أن تتكيف مع اعاقتها وتقود الطائرة، لذلك جاءت الفكرة في مساعدة الاشخاص في قيادة السيارات، وتمكنت من التواصل مع جيسيكا.

وأوضحت أنها تعاني من مشاكل في قيادة السيارة بالقدم، وأنها تتمنى أن يكون هناك سيارة خاصة لإعاقتها تقودها بنفسها، وهذا ما بينته لي أثناء حواري معها وشعورها بحزن شديد عن الشكوى التي قدمها جيرانها للشرطة ضدها، لأنها تقود سيارة الأصحاء بقدميها ما قد يعرضهم للخطر، وشرحت لي أنها أثناء قيادتها للسيارة العادية بقدميها تشعر بألم في ظهرها وتنميل في الأصابع، علاوة على أنها لا تستطيع قيادة السيارة لساعات طويلة، وأنها تتمنى أن تجد سيارة تتغلب فيها على هذه المشاكل، كما أن القانون لا يسمح لها لأن السيارة غير مؤهلة، لذلك فكرت بإعادة تصميم السيارة بطريقة مريحة، وتحل هذه المشكلة وتكون آمنة في نفس الوقت، فكانت البداية.

واضافت انه وفي مرحلة التنفيذ تم الاستعانة بزميلين من طلاب قسم الهندسة الميكانيكية، بمساعدة الدكتور المشرف ودعم من كلية الهندسة ومكتب براءات الاختراع بالجامعة، ولجنة تطوير التكنولوجيا في إمارة أبوظبي، تحولت الفكرة الى انجاز وابتكار وطني اماراتي، وبراءة اختراع تضاف الى رصيد جامعة الإمارات البحثي.

أهداف متعددة

واضافت ان فائدة هذه السيارة لا تقتصر على أصحاب الإعاقة فقط، بل يمكن أيضاً استخدامها في عمليات حفظ السلام، أو في المواقف الصناعية التي تتطلب من السائق استخدام يديه للمناورة أو لحمل معدات أخرى أو بعض التطبيقات العسكرية، فمثلاً يمكن تثبيت السلاح الآلي أمام الجندي الذي سيقود السيارة ويحارب من خلالها في نفس الوقت، بدلاً من جنديين أو الاستعانة بقائد للمركبة العسكرية، حيث يقوم بتلقي الأوامر والتوجيهات من مركز القيادة، مما سيؤدي إلى تقليص عدد الجنود في حالة الحرب، فبدلًا من وضع جنديين في كل سيارة أحدهما يقودها والآخر يحارب، سيوضع جندي واحد فقط يقود السيارة بنفسه ويحارب في ذات الوقت، مما يوهم العدو بأن عدد الجنود أكبر ويعطي قائد العمليات مجالاً أكبر في توزيعهم في ساحة المعارك.

من جانبه اشار إنريكو فيلا، مدير قسم تطوير المشاريع والابتكار في برنامج تكامل، في لجنة ابوظبي لتطوير التكنولوجيا، ان برنامج تكامل يفتخر بهذا الإنجاز الإماراتي، ومن خلال البرنامج نسعى دائماً إلى نشر ثقافة الابداع والابتكار، ويعد الحصول على براءة الاختراع وتسجيلها خطوة مهمة من أجل الترويج التجاري للاختراعات.