شتاء قاس هذا العام يزور درعا، حصار ومعارك وقصف تشهده المدينة منذ شهور، فتمشي في شوارعها لتجد منزلا مدمرا لا يحمي من برد ولا حر، يجلس أمامه طفلان صغيران ووالدهما يشعل لهما بعض الحطب حتى يدفئا جسديهما.
تجد إبتسامة في وجه فاطمة تعطيك أملا بالرغم من معاناة سكان درعا البلد، وإلى جانب فاطمة أخوها أحمد ينظر إلى النار بشوق فالبرد آلم يديه الصغيرتين، خلال شتاء قارس هو الأقسى الذي يمر على المنطقة منذ سنين.
تبلغ فاطمة من العمر ثماني سنوات وهي في الصف الثالث الابتدائي، لكنها لا تذهب إلى المدرسة، تقول فاطمة: “إجت قذيفة بالصف وتكسرت المقاعد واللوح، وصديقاتي لا يذهبن إلى المدرسة بعضهن قتل والاخريات غادرن درعا البلد”.
تضيف فاطمة والإبتسامة لا تفارق وجهها: “إني راح أضل هون مع أمي وأبوي حتى يسقط النظام”، لتؤكد اصرارها على البقاء بالرغم من كل الظروف القاسية التي تمر بها هي واسرتها.
أما الطفل أحمد فيبلغ من العمر ست سنوات، لم يدخل المدرسة بعد، ذنبه انه بلغ سن الدراسة لكن المدارس لم تعد تفتح ابوابها لإستقبال الطلاب بسبب القصف الذي دمر معظمها.
يعمل والد أحمد وفاطمة على “بسطة” في احد شوارع درعا البلد، يبيع عليها الدخان لكي يؤمن قوت يوم اسرته فيقول: “نعلم ان تجارته مضرة بصحة الآخرين لكن الحاجة أجبرتنا على ذالك فالمعيشة أصبحت غالية”.
أطفال درعا كتبوا قبل نحو ثلاثة اعوام على جدران مدارسهم كلمات تطالب بإسقاط النظام ومحاربة بطشه، هم اليوم يصمدون ويسطرون بكل معاني الألم، الحلم بوطن يضمن الحقوق بالحياة الكريمة للسوريين.