ريف دمشق، سوريا، 19 ديسمبر، (جابر المر، أخبار الآن) –
ذاع في الآونة الأخيرة صيت القاتل العراقي أبو الفضل الجبوري، ودارت أحاديث عن انعدام إنسانيته وتطرفه الطائفي على الأخص بعد ظهوره بالصور كجزء من منفذي مجزرة النبك التي راح ضحيتها 40 مدنيا بعد أن دخلت قوات النظام إلى البلدة.
مجيئه للقتل في سوريا
تم الترويج لشعار (زينب لن تسبى مرتين) من قبل أطراف إقليمية عديدة، مهدت لتدخلات تقوم على أساس طائفي في مجرى الأحداث في سوريا، وعلى أساسها قَدِم أبو شهد الجبوري المدني العراقي، بحجة أنه سيحمي مقام السيدة زينب في جنوب العاصمة، وما لبث أن صار قائد لواء “ذو الفقار” المكلف شكليا بحماية المقام، والذي تعددت مهامه في الآونة الأخيرة فصار يقاتل على معظم جبهات العاصمة مع العديد من الألوية الطائفية ذات الصيغة نفسها.
مجزرة النبك
كسب أبو شهد الجبوري سمعته السيئة بين عموم السوريين في الأونة الأخيرة من خلال إشرافه على تنفيذ مجزرة النبك في منطقة القلمون في الريف الدمشقي، التي نفذها لواء ذو الفقار حين كان يؤازر قوات النظام في دخول هذه المدينة بعد أن انسحبت منها كتائب الجيش السوري الحر وكان هدف انسحابهم كما يقولون ألا يموت الناس جوعا بسبب الحصار الذي فرضه النظام إبان اقتحام المدينة.
ارتكب النظام مجزرة بشعة بحق السكان هناك، فذبح أربعين مدنيا، وقام بعدها بذبح سبعة أطفال أبرياء، عندها عرف الناس لواء ذو الفقار وهمجيته، لكن ما سلط الأضواء أكثر نحو قائد اللواء الجبوري، هي الصور التي انتشرت بعد المجزرة، والتي تظهر أبا شهد يقتاد رجلا مسنا ينزف ليقتله، ويرينا تتابع الصور أنه قتله بدم بارد، تعرف الناس على صاحب الصورة وهو الخمسيني “منير عبد الحي” ابن المنطقة، كما تواردت أنباء عن أن الجبوري أمر بأحراق الأخضر واليابس كما جائنا من أبناء المنطقة الذين كتب لهم النجاة ليولدو من جديد.
منح أبو شهد رتبة مقدم في قوات النظام في الخامس والعشرين من تشرين الأول بالتزامن مع ما يسمى “عيد الغدير” لدى الشيعة، مكافأة له على ممارساته ضد المدنيين في سوريا، بعد أن صارت توكل أسوء الأعمال وأكثرها إجراما في ريف دمشق للواءه.
كثرة الألوية الطائفية وهمجيتها
اعتاد الناس على سماع اسم لواء أبو الفضل العباس العراقي، وميليشيا حزب الله اللبناني، اللتين تقاتلان علنا إلى جانب النظام في الأشهر الماضية، أما آخر مستجدات جر الصراع نحو النفق الطائفي أكثر من قبل النظام فهو عدم إخفائه أدوات قتله الرخيصة التي تتشكل على هيئة كتائب طائفية، فأبو الفضل العباس ليس اللواء الأكبر كما يؤكد النشطاء، لأن ما أظهره لواء ذو الفقار من بطش جعله القبلة الطائفية للمرتزقة القادمين إلى سوريا.
وعدا عن اللوائين السابقين فقد تعددت التشكيلات لدرجة أنها باتت لا تحصى نذكر منها: (الحرس الثوري الإيراني، حزب الله، حزب التوحيد اللبناني، الحرس القومي العربي المصري، جيش الإمام المهدي العراقي، لواء عمار بن ياسر العراقي لواء الحمد العراقي، كتائب الحسن المجتبى, النجباء, فيلق الوعد الصادق حزب الله العراق, المقاومة الإسلامية بدر الجناح العسكري، قوات محمد باقر الصدر، عصائب أهل الحق, لواء كفيل زينب، لواء الامام الحسين، خدام السيدة زينب كتائب سيد الشهداء، فوج طوارئ السيدة زينب، افواج الكفيل بقيادة (احمد الحجي الساعدي)، لواء التدخل السريع، إضافة إلى العديد من الكتائب التي تحمل أسماء طائفية ومرتزقة من دول آسيا الوسطى ومن روسيا وأوكرانيا.
مع كل هذه الفظاعات يأتي تكريم أبو شهد الجبوري والاحتفاء به ليرينا أنه قاتل صغير، ومجرم من العيار الخفيف، إذا ما قورن بمن يقف وراءه، يسلحه، يكافئه، ويطلق العنان لأمثاله من المجرمين.