دمشق، سوريا، 19 ديسمبر 2013، (لمى شماس، أخبار الآن) –
ليست قذائف الهاون مصيدة الدمشقيين الوحيدة، فحواجز النظام المترصدة للمدنيين صارت بعد مرور أكثر من عامين على الثورة السورية تتقن فنون السرقة والنهب، وحاجز البرامكة قرب كلية الحقوق، أكبر دليل على ذلك .. لأنك إن كنت من طلاب الكلية، فإن دخولك وخروجك من وإلى الكلية لن يمر مرور الكرام، طالما أنك ستقف على حاجز الكلية.
وما حصل مع الطالب محمد حدث مع معظم زملائه أيضاً، ويحكي محمد أن الحاجز يتهم المارة بتصوير العناصر، ويتهجم عليهم، وبعدها يأخذ أجهزتهم المحمولة بحجة تفتيشها.. ويضيف: “إذا كان الموبايل حديث وغالي الثمن، فإن العناصر سيقولون لصاحبه أنهم وجدوا عليه ما يدين حامله، وأنهم سيسامحونه هذه المرة” .. ويتابع محمد: “بعدها يأمرون صاحب الموبايل بمغادرة المكان، ويبقى الجهاز معهم”.
ويدلل محمد على أن عناصر الحاجز مرتبطين بعصابة أمنية، مبيناً أنه في المساء، أي بعد أن يقل عدد المارين أمام الحاجز، تأتي سيارة أو دراجة نارية، لتأخذ العناصر و”الغلة” التي بحوزتهم.
ووفق أحد ناشطي البرامكة، فإن حاجز “جسر الرئيس- روتانا” القريب من حاجز الحقوق، يُعتبر هو الآخر من أخطر الحواجز الموجودة في دمشق لأن العناصر الموجودة عليه غالباً ما يقومون باعتقال الشباب لأسباب مجهولة، كما أنهم في أحد المرات قنصوا شاباً بدمٍ بارد بعد أن دار نقاش بينه وبينهم.
وبحسب الناشط فإن الحواجز في منطقة البرامكة يشكلون مع بعضهم شبكة واحدة، لأنهم غالباً ما يُنسقون مع بعضهم في إخافة المارة وفي “تشليحهم” ما بحوزتهم من مال أو أجهزة ثمينة أو حتى مجوهرات، ولا يستبعد الناشط أن يتقاسم العناصر الغنائم فيما بينهم، معتمدين في ذلك على كثرة عدد المدنيين الذين يضطرون للمرور يومياً في تلك المنطقة على اعتبار أنها تجمع لعدة مراكز حيوية، كمركز الهجرة والجوازات، وعدد من الكليات.. ولذلك يوجه الناشطون، نداءً للمدنيين، يطلبون منهم عدم المرور في منطقة جسر الرئيس إلا للضرورة القصوى.