18 ديسمبر 2013، بنغازي، فدوى القلال، أخبار الآن –
بالرغم من الصراعات السياسية و الاغتيالات و تردي الوضع الأمني و حالة الكآبة التي حاصرت كافة المدن الليبية، يظل هناك من يحفر في الجدار حتى يفتح ثغرة يمر منها ضوء الشمس لينور بها البلاد.
عندما تدخل الى “دار بنغازي” ذلك المنزل القديم الواقع في وسط المدينة، و تستمع الى الموسيقى الليبية الشعبية فجأة تشعر وكأنك انفصلت انفصال تام عما يدور في المدينة الحزينة. هذه الدار هي عبارة عن ملتقى ثقافي يحاول القائمون عليه احياء التراث الليبي و ايصاله للأجيال الجديدة التي لم تسمح لهم ظروف دراستهم في عهد معمر بالتعرف على تراثهم العريق.
الدار تتكون من غرفتان رئيستان لعقد ندوات ثقافية و فنية و أمسيات شعرية و ادبية و موسيقية. كما يوجد عدة غرف اخرى تعرض كل غرفة منهم انتيكات و صور و اكسسوارات و أزياء و مقتنيات ترجع الى زمن الحكم العثماني في ليبيا وما قبل.
أُسست هذه الدار في يناير 2013 و قام بتأسيسها 3 من رجال المدينة الذين لا يعرفون اليأس و صوت طموحهم اعلى من صوت الرصاص. التقينا بأصحاب الدار، الساده ابراهيم المفتي، عيسى فركاش، ابو بكر المحجوب، و تحدثنا معهم حول الأنشطة الثقافية التي تقدمها الدار ومجهوداتهم الرائعة لإحياء التراث الليبي الاصيل. و بالرغم من كثافة الامطار و الطقس السئ بالأمس الا ان الدار كانت تعج بالشباب الذين وجدوا في هذه الدار ملتقى إعلامي و ثقافي آمن بعيد عن السياسة و صراعاتها.