دمشق، سوريا، 13 ديسمبر، (سيف الدين محمد، أخبار الآن)

يمر فصل الشتاء هذا العام في سوريا حاملا معه بعض الفرح وكثيرا من الألم والحزن، لاسيما أن الوضع العام للمواطن السوري لا يبشر بتحدي أزمات البرد والمطر والثلج التي تصيب البلاد.

الثلج .. بطعم القهر

يهل شتاء هذا العام حاملا معه مآسي جديدة للشعب السوري النازح خارج البلاد، لاسيما في مخيمات اللجوء في الأردن (الزعتري) ولبنان (عرسال) ومخيمات تركيا، إذ وثقت حتى الآن حالتا وفاة بسبب الثلج والبرد. ولا يختلف الأمر كثيرا عنه في المدن والأرياف السورية كحلب وحمص. أما في دمشق وريفها فللثلج حكاية أخرى.

دمشق .. المدينة المفزعة
طفل في دمشق يحمل اخته
يختلف الأمر في عاصمة الأمويين، فالبرد الشديد منذ بداية فصل الشتاء قد أثر على مختلف الأهالي، إلا في بعض المناطق التي تسمى المربع الأمني. فالكهرباء شبه منقطعة مما يعني الاستغناء عن المدفأة الكهربائية والاقتصار على المدفأة التي تعمل على مادة المازوت، قليل التوفر في البلاد عموما. ولا يستثنى من حالة حياة العوز والقهر والفقر أهالي دمشق في المناطق القريبة من مركز المدينة.

وينتشر في حدائق دمشق والشوارع المختلفة فيها عدد كبير من الأولاد المشردين وأمهاتهم، حتى باتت ظاهرة لا يستطيع المرء تجاهلها. فتعج مواقف السيارات والشوارع والمطاعم بعشرات الأطفال الذين يسألون لقمة العيش أو وسيلة لسترهم.
يقول الطفل (محمد) وهو الذي يقف دائما في شارع بغداد هو وأخته: “المصاري اللي بيعطونا الناس بنجيب فيها أكل النا أنا وأمي وأخي الصغير”. دون أن يمنعه ذلك من الاحتجاج على قسوة المارين والتجاهل تجاههم. وهو ما ينطبق على المتشردين في مناطق دمشق الرئيسة كالمرجة والصالحية والحمرا وغيرها.

ريف دمشق .. بؤرة العوز

يعاني أهالي الريف الأمرّين من متطلبات الحياة اليومية، لاسيما تلك المناطق التي لا تزال بين نار الصراع الدموي مثل مخيم اليرموك الذي يشهد أزمة جوع حقيقة زادها الثلج عوزاً وحاجة دون إيجاد حلول حتى الآن.
فعن أي ثلج أبيض يمكن للأهالي استقباله بالفرح كما السنوات السابقة؟!