ريف إدلب، سوريا، 13 ديسمبر، (علي أبو المجد، أخبار الآن) –
الف يوم يمر على السوريين وفي كل يوم تزداد معانتهم يوماً بعد يوم، فمع استمرار النظام باستخدام آلة القتل والعنف في البلاد، يستقبل السوريون هذا الشتاء بمزيد من الألم والمعاناة، إذ إن هذا الشتاء هو الاقسى منذ مئة عام كما يقول خبراء في الارصاد الجوية. وصل أليكسا فانخفضت درجات الحرارة إلى مستويات متدنية واشتد البرد، كما رسم الثلج اروع لوحاته على الارض فالثلج كما العيد يجلب الفرح والسرور وخاصة في نفوس الاطفال.
يقول الطفل محمود ذو الثانية عشرة ربيعا وهو يقطن في ريف إدلب: “نحن فرحين جدا بهذا الثلج، لاننا لم نره منذ سنين، خرجت مع اخوتي واصدقائي لنلعب بالثلج رغم برودة الطقس وهذه فرصتنا لنتسلى ولنصنع رجل الثلج الذي نحب”.
هكذا يفهم الاطفال الثلج ولكن الكبار يقدرون أبعاد الأخرى، فما إن انتشر خبر قدوم العاصفة الشديدة أليكسا حتى سارع ارباب الاسر جاهدين لتأمين احتياجات المنزل من وقود ومواد غذائية، فالثلج ملأ الشوارع وقليلة هي المحال التجارية التي لازالت تفتح ابوابها لاستقبال الزبائن.
فيقول أبو مصطفى وهو رب أسرة القيناه في احد المحال التجارية: “على ما يبدو انه شتاء قارس ولكن هذه مشيئة الله ولا اعتراض على ذلك ولكن ضعف الامكانيات المادية وغلاء وقود التدفئة هي مشكلة تعاني منها معظم الاسر في ريف ادلب”.
لقد اصبحت محال بيع الحطب والوقود هي الاكثر ارتيادا للزبائن وقد لا يستطيع بعض ارباب الاسر شراء برميل مازوت، مما يضطرهم الى شراء عدة ليترات منه قد تكفيهم بضعة ايام.
أما ابو حسن وهو صاحب محل بيع حطب فيقول: “لقد اصبح الحطب هو المادة الاساسية للتدفئة كونه متوفر اكثر من المازوت واقل سعرا، والكثير من الناس قد ادخروا بعض حاجاتهم من الحطب منذ فترة، ولكن لم يكن متوقعا شتاء قاس كهذا فالمكتوب واضح من عنوانه، وكما يقال اول الغيث قطرة”.
شتاء قاس وبرد قارس بالاضافة الى الحاجة والعوز، ولكن قسما لا باس به من السوريين يعتبرون فصل الشتاء رحمة لهم كونه يعمل حظرا جويا من طائرات النظام، هو الذي لم يحققه المجتمع الدولي منذ اكثر من سنتين ويتساءل السوريون: متى ستحل أليكسا بثوبها الابيض مرة اخرى ويكون قد حل السلم والسلام على بلادهم لتكتمل فرحتهم وفرحة اطفالهم؟!.