طرابلس ، 11 ديسمبر 2013 ، رويترز –

مع بداية فصل الشتاء لا يجد النازحون في المخيمات المنتشرة في أنحاء ليبيا ما يقيهم البرد القارس.
ويقيم مئات من سكان بلدة تاورغاء الليبية في مخيم قريب من العاصمة طرابلس. ولا يستطيع أهالي البلدة التي صارت مهجورة أن يعودوا إليها خوفا من الانتقام بعد أن اتخذتها قوات معمر القذافي قاعدة لها خلال الثورة التي أطاحت بنظام الحكم السابق.

وقدمت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة معونات إنسانية في الآونة الأخيرة لأهالي تاورغاء داخل المخيم في طرابلس شملت أغطية ثقيلة ومدافيء لمساعدتهم على اتقاء البرد.

وقال أنيس الصراري الموظف لدي مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في ليبيا “مشكلة النزوح في ليبيا متواجدة منذ 2011.. من حرب التحرير. المفوضية تشمل برعايتها النازحين هادم (هؤلاء) وتقوم بتوزيع العديد من المساعدات للنازحين حوالين ليبيا في جميع أنحاء ليبيا.”

ويقول أهالي اورغاء إنهم يعاقبون على انتمائهم لبلدة اتخذت فيه قوات القذافي قاعدة لقصف مواقع قوات المعارضة في مصراتة هلال الثورة.

كما يقولون إنهم كانوا رهائن لدى قوات القذافي ولم يتطوع منهم إلا نفر قليل لمساعدة قوات النظام السابق.

ويغرف أهالي تاورغاء ببشرتهم الداكنة التي كانت عنصرا آخر في مشاعر العداء لهم بين كثير من الليبيين حيث شارك عدد كبير من المرتزفة الأفارقة في لقتال ضد قوات المعارضة إبان الثورة.

ويقيم النازحون من أهالي البلدة دال مساكن من الصفيح في مخيم النازحين قرب طرابلس.

وقالت نازحة من سكان المخيم “المعيشة هذه ملينا (مللنا) منها. أنا اليوم لي ثلاثة أيام دبشي منقع (أمتعتي مبتلة).. أهو قدامكم برة.. فراشاتي برة ودبشي. البراكة (مسكن من الصفيح) هذه يوم عامت المطر لعند النصف.. التلفزيون أهو انحرق.. أهو قاعد محروق.”

وقالت نازحة أخرى من تاورغاء تقيم في المخيم “ثلاث سنين واحنا قاعدين عايشين في زرائب معيز.. زرائب معيز.. في زرائب المعيز.”

ولا تقتصر معاناة النازحين في المخيمات في ليبيا على فصل الشتاء إذ يقاسون أيضا من الحر القائظ في فصل الصيف.

ويقول الكثير من أهالي تاورغاء إنهم يعتزمون العودة إلى ديارهم رغم علمهم أن قوات الأمن الرسمية أضعف من أن تقدر على حمايتهم.

خدمة الشرق الأوسط التلفزيوني

أنيس الصراري
مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في ليبيا

محمد
موظف إغاثي