بيروت, لبنان , 09 ديسمبر 2013 , وكالات –
                  
اعلن وزير الشؤون الاجتماعية اللبناني الاثنين وائل ابو فاعور عن حالة “استنفار” رسمية بالتعاون مع المنظمات الاغاثية الدولية لتأمين اللاجئين السوريين المقيمين في مخيمات عشوائية، وذلك عشية عاصفة جوية قاسية يُتوقع ان تضرب البلاد بدءا من مساء غد الثلاثاء.
واشار الوزير الى ان الاجراءات التي تعهد الجيش اللبناني بالمساهمة فيها، تشمل تغليف الخيم التي يقيم فيها اللاجئون وتأمينَ ارضية خشبية لها، وتوفيرَ ما امكن من وسائل التدفئة والمساعدات الغذائية.
             
وقال ابو فاعور خلال مؤتمر صحافي “هناك عدد كبير من المخيمات العشوائية يقيم فيها قسم كبير من النازحين. العاصفة القادمة تفترض القيام بإجراءات سريعة. وزارة الشؤون الاجتماعية بالتعاون مع المفوضية العليا للاجئين وكل الشركاء في هذه القضية، في حالة استنفار لتأمين كل مستلزمات حماية النازحين السوريين والمواطنين اللبنانيين اذا اقتضى الامر في هذه العاصفة”.
             
واضاف “لا اعتقد ان هناك مسؤولا لبنانيا يمكن ان يقبل بأن ينام هانئا مع عائلته في منزله، في وقت هناك اطفال ونسوة وعجائز سوريون او فلسطينيون او لبنانيون يجافي عيونهم النوم بسبب البرد او الجوع”.
             
ويستضيف لبنان اكثر من 825 الف لاجئ سوري هربوا من النزاع الدامي المستمر في بلادهم منذ منتصف آذار/مارس 2011. ويتوزع هؤلاء بين منازل عائلات مضيفة او مستاجرة، في حين يقيم الآلاف في مخيمات موقتة في مناطق عدة ابرزها البقاع (شرق)، وهي منطقة داخلية تتدنى فيها درجات الحرارة شتاء.
             
وتتوقع مصلحة الارصاد الجوية في لبنان ان تضرب عاصفة قاسية البلاد بدءا من مساء الثلاثاء وتستمر أياما عدة، مصحوبة بأمطار غزيرة وثلوج وانخفاض في درجات الحرارة.
             
وقال ابو فاعور “للأسف لا يمكنني ان اطمئن. يمكنني ان اقول اننا كوزارة معنية وهيئات مهتمة بهذا الامر، سنبذل كل الجهد الممكن للتخفيف من المعاناة وليس لازالة المعاناة”.
             
واضاف “قسم كبير من النازحين يقيمون في منطقة الفيضانات بين البقاع الاوسط والبقاع الغربي. اي وزارة او اي هيئة دولية قادرة ان تنتشل آلاف النازحين في غضون ايام من مكان الى آخر؟”.
             
من جهة اخرى، اكد ابو فاعور لوكالة فرانس برس ان الانقسام السياسي في لبنان حول النزاع السوري يمنع إقامة مخيمات رسمية للاجئين على غرار تركيا والاردن.
             
وتنقسم القوى السياسية بين مؤيدة للنظام السوري وابرزها حزب الله، ومتعاطفة مع المعارضة المطالبة باسقاطه. وشهد لبنان سلسلة من التفجيرات واعمال العنف على خلفية النزاع السوري.
             
واشار ابو فاعور الى ان الوزارة “حددت بشكل اولي نحو 32 منطقة في لبنان قابلة لاقامة مخيمات فيها، لكنها تنتظر القرار السياسي”. واضاف
             
“قناعتي الشخصية ان لا مفر من ذلك. هناك عشرات المخيمات العشوائية في كل المناطق اللبنانية التي لا تستوفي الحد الادنى من شروط السلامة او الامن، وبالتالي لا مفر من هذا الامر. عاجلا ام آجلا، على لبنان ان يتخذ هذا القرار”.