البقاع، لبنان، 7 ديسمبر، (مالك أبو خير، أخبار الآن) –
تزوجها لمدة ثلاثة شهور وعند أول طلب لها أعادها إلى خيمتها في مخيم للاجئين في البقاع اللبناني، هي فتاة لا يتجاوز عمرها 19 عشر عاماً، تعيش مع ذويها في خيمة متهرئة يقطنها 17 عشر فرداً من نفس العائلة، تم الزواج بصمت ودون أي مظاهر فرح وتم عقد القران.
“أمينة” فتاة سورية جاء لطلبها شاب لبناني يعيش في قرية قريبة من مخيمها، كان حديثه أنه يريد تطبيق شرع الله والزواج بالحلال، وفضل اختيار فتاة سورية لاجئة لكي ( يكتب الله له حسنة ) ونظراً لوضعها وافقت أمينة وكانت البداية لقصة إعادتها إلى خيمتها ومعها طفلة صغيرة باتت هي المسؤولة عن تربيتها، حيث تقول: “في البداية جاء إلينا شيخ القرية وطلب مني أن أقبل بالزواج من احد شبان القرية المجاورة، وأكد لي انه سيضمن لي كل حقوقي في حال حصول أي شيء، فأنا لا أملك أي أوراق تثبت شخصيتي من (هوية أو إخراج قيد) فكل أوراقنا التي تثبت شخصيتنا احترقت أثناء نزوحنا من منطقتنا، وتم عقد القران عبر الشيخ (عقد زواج غير مثبت بالمحكمة)، ووافقت بهدف الستر وتخفيف العبء المادي عن أهلي والذين باتوا عاجزين عن تأمين ثمن وجبة طعام واحدة لنا في اليوم.
وتقول أمينة: “بعد مرور شهرين على الزواج وجدت نفسي خادمة لكل أسرة زوجي من صغيرهم حتى كبيرهم، وكانت المعاملة سيئة لي للغاية، ولا يحق لي حتى الحياة كزوجة تعيش حياتها الطبيعية وعند اي شكوى لزوجي عن تصرفات أهله معي يكون الجواب (اشكري الله أننا أخرجناك من الخيمة والآن تسكنين كباقي البشر ضمن منزل من جدران)”.
تضيف أمينة: “وفي الشهر الثالث عندما اعترضت على ضرب والدته لي وأهانتها لعائلتي لفظياً قام زوجي قام هو الآخر بضربي ومن ثم طلقني لأعود إلى أسرتي واكتشف بعد أشهر أنني حامل، ورغم رجائي الدائم للشيخ الذي تكفل بضمان حقوقي لم يحدث أي شيء حتى اليوم وبات لدي الآن طفلة غير مسجلة ضمن وثائق المحكمة وكأنها غير شرعية ويرفض زوجي تثبت عقد الزواج في المحكمة كما يرفض تقديم ثمن الطعام والشراب لها او لي وبات أهل الخير هم السبيل الوحيد لتأمين احتياجاتنا”.
كثيرة هي قصص الفتيات اللاتي يتم استغلالهن نتيجة الوضع اللانساني الذي تعانيه أسرهم، والمؤلم هو استغلال أوضاعهن تحت اسم الدين عبر زواج صوري لا يحفظ لهن حقوقهن، ويجعلهن في الشارع عند مطالبتهن بحقوقهن التي بات غير مسموح المطالبة بها في ظل هكذا نوع من الزواج.
“أميرة” في الثامنة عشر من عمرها، تزوجت من شاب لبناني أيضاً يعمل في مجال البناء بعدما تقدم وطلب يدها من ذويها، ورغم توفر اوراق شخصية تثبت شخصيتها إلا أن الزوج اصر على ان يكون الزواج غير مسجل في المحكمة متعهداً بضمان كامل حقوقها بحضور شيخ القرية التي لجأت إليها عائلتها، وبعد زواج استمر حوالي 6 أشهر وحين بدأت بمطالبته بتثبيت زواجهما في المحكمة، أقدم على تطليقها ودون أي سابق إنذار متحججاً بعدم رغبة والدته بوجودها في المنزل، وعند مطالبتها له بكافة حقوقها أجاب :” يكفيك ما أحضرته لك من ثياب طوال فترة زواجنا” مع رفضه تثبت زواجه.
في ظل هذه الظروف الصعبة التي تعيشها العائلات السورية، يصعب الحديث عن وضع قصص بات شبه واقع يومي تعيشه فتيات سوريات يتم استغلالهن وتحت إطار ديني دون مراعاة لواقعهن المؤلم، فالفقر والعيش في خيم لا تصلح للسكن ضمن اسر قد يبلغ عددها 20 شخصاً في خيمة واحدة يدفعهن للقبول بهكذا واقع لا يقبلن به لو كانوا ضمن أرضهن ووطنهن.