دمشق، سوريا، 6 ديسمبر، جابر المر، أخبار الآن –

تضاربت الأراء وتباينت المواقف بين فلسطينيي سوريا من الحدث الفلسطيني الفني الأول من نوعه وهو أن يغني إبن غزة في قاعة اجتماعات الأمم المتحدة

فرح عارم بنيل اللقب

تحول نيل محمد عساف لقب أراب أيدول من فوز بمسابقة عربية للغناء لحدث يوحد المخيمات الفلسطينية في الشتات حيث أطلقت الأعيرة النارية وأقميت الدبكات الفلسطينية في الشوارع ليلة نيله اللقب منذ أشهر قليلة، لأن ما فرقته السياسة وحده الفن ليلتها. فاعتبر الفلسطينيين أن فوز عساف يعني الكثير لأغنيتهم الوطنية وبالتالي لقضيتهم، وفي الليلة ذاتها عين عساف سفيرا للنوايا الحسنة ومنحه الرئيس الفلسطيني محمود عباس جواز السفر الدبلوماسي بعد أن حشد بنفسه الناس ليصوتو له في البرنامج، كما منحته الأونروا لقب السفير الإقليمي مما خلخل الفرحة الفنية الفلسطينية وأضفى عليها مسحة سياسية لم يبالي لها النجم الجديد، أو على الأقل هذا ما بدا في حينها.


مخيمات الفلسطينيين في سوريا

صورة ل محمد عساف مع بان كي مون في الأمم المتحدةعلى الرغم من أن المخيمات في سوريا منهكة أكثر مما يحتمل الفرح من أجل مغني، بعد أن استحكمها النظام بمدفعيته وطيرانه دون أن يسائله أحد من أهل السلطة في الضفة الغربية. وعلى الرغم من أن معظم أهل المخيمات باتوا خارجها إلا أنهم تفائلوا بنجمهم الفلسطيني الجديد، وكرهوا القيادة الفلسطينة في الداخل أكثر لأنها أولت موضوعه اهتماما أكثر مما أولتهم الاهتمام، وضمن هذه الثنائية عبر بعض شباب المخيمات عما يجول بخاطرهم كالتالي فقالت فرح: ” فوز عساف فوز إلنا كلنا، وما بيهمني الجانب السياسي لأنو ملينا منو” بينما يقول مضر: “عساف مغني رائع بس اهتمام السلطة فيه عحساب الشعب الفلسطيني هاد صار إسمو مسخرة، وهيك راح يخلونا نكرهو”.

عساف في الأمم المتحدة

لم تقف تكريمات عساف عند الاهتمام فيه كنجم عربي، إنما أتت دعوته للغناء في افتتاح نهائيات كأس العالم لكرة القدم في البرازيل 2014 كأولى انطلاقاته للعالمية، لكن ما بدأ يثير الريبة والشك في مشروعه الفني الحقيقي البعيد عن السذاجة والابتذال هو غناءه في الأمم المتحدة بمناسبة يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني. مقر الأمم المتحدة الذي يعتبره الشباب اليوم في سوريا من سوريين وفلسطينيين أكثر الأماكن تجارة بسوريا وفلسطين يقول فايز : “فكرنا عساف مغني عليه القيمة، راحوا حطوه بالأمم المتحدة زي لعبة تعا اتفرج بخمسة” هكذا تدار أحاديث الحارات حول عساف أما من الناحية النقدية فقد بدأ عساف نجوميته من فقره وبساطته ومعاناته لدرجة أن رغبة الناس برؤية منزله المتوضع كانت أكثر من رغبتهم برؤيته على المسرح، لأنه المكان الذي يشبههم ويعنيهم لبساطته وقربهم منه، أما أن يقف عساف في الأمم المتحدة فهذا يبعده عن جمهوره، ويغرقه في متاهات السياسيين، وقد تحول كظل فني لأبو مازن السياسي الذي لا يحبه شباب الشتات لأنه يشعرون بأنه دمية في يد المجمع الأممي، وهذا ما لا يرضونه لنجمهم.

فلسطينيو سوريا يحلمون باليوم الذي يأتي عساف ليغني في مخيم اليرموك وهو عاصمة شتاتهم، في المكان الذي تشبه آلامه آلام عساف الفلسطيني البسيط لا عساف النجم الدولي، ويكرهون عموما الأمم المتحدة بمن خاطبهم، وبمن غنّى لهم.