القاهرة ، 04 ديسمبر 2013 ، رويترز –

شيع أمس الثلاثاء جثمان الشاعر المصري الكبير أحمد فؤاد نجم أحدِ أبرز شعراء العامية المصرية والذي عرف بأشعاره المناهضة ذات النقد اللاذع لأنظمة الحكم المتعاقبة في بلاده. وشارك في الجنازة سياسيون ومثقفون مصريون.  الشاعر الراحل أحمد فؤاد نجم ولد عام 1929 في إحدى قرى محافظة الشرقية شمال البلاد. واشتهر بأشعاره الوطنية والثورية.وآخر ظهور علني له كان في العاصمة الأردنية عمان يوم الجمعة في أحدث حفل لفرقة الحنّونة الشعبية الفلسطينية في إطار مهرجان “حراس الذاكرة”.

وتلقى تعليمه الأولي في الكُتاب. وبعد وفاة أبيه ألحقته الأسرة بملجأ خيري يوفر للأطفال اليتامى والفقراء الإعاشة ويدربهم على تعلم بعض الحرف اليدوية.
ودخل نجم السجن في عهد الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر وخليفتيه أنور السادات وحسني مبارك الذي أطاحت به انتفاضة شعبية أوائل عام 2011.
وانتقد نجم أيضا محمد مرسي أول رئيس منتخب ديمقراطيا لمصر والذي أطاح به الجيش في يوليو تموز بعد احتجاجات شعبية على حكمه.

وشارك مشيعون في أداء صلاة الجنازة على جثمان نجم بمسجد الحسين في وسط القاهرة. وقال معاصرون لحياة نجم انهم يودعون رجلا صاحب موقف متميز في المجتمع. 

وقال رفعت السعيد رئيس حزب التجمع “هو عادة المثقف ما بيبقاش شديد القوة كده. وكثير من المثقفين يعني بيراعوا مستقبلهم ومصيرهم واحتياجاتهم وربما كمان سطوعهم. لكن فؤاد نجم كان ساطعا أكثر حتى من الرؤساء. وكان قادرا أكثر من الرؤساء ومن ثم لم يخضع لأحد. كثير من المثقفين خضعوا أو سكتوا أو صمتوا أو يعني قنعوا من الغنيمة بالغنيمة ولكن أعتقد ان فؤاد نجم كان رمز صعب انه يتكرر.”

وقال السياسي الليبرالي محمد ابو الغار ان شعر نجم سيعيش على الرغم من وفاته. وأضاف أبو الغار “هو بص يعني أما يبقى شاعر طالع من بطن الأرض في وسط الناس الدنيا محتاجة له على طول ومصر محتاجة له على طول انما هو ما ماتش (لم يمت). هو له شعره وحاجاته بتتقري..بتتقال..بتتغنى فهو معانا على طول.”

وألقى نجم في ذلك الحفل العديد من قصائده المشهورة. وقال انه من المستحيل فصل الفن عن السياسة. وأضاف لرويترز على هامش الحفل “السياسة..البني آدم..أما تبقى عاوز تخرج تجيب عيش خبز تبقى بتمارس السياسة. عارف لما بتقول لمامتك اعملي شاي للضيوف تبقى بتمارس السياسة. السياسة دي مش علم تخصص. الفن اللي مافيهوش سياسة ما يبقاش فن.”

وبدأ نجم كتابة الشعر وهو في السجن عام 1961 في سن الثانية والثلاثين ولفتت موهبته انتباه مسؤولي السجن فنظموا له أمسيات شعرية ونشرت قصائده في مجلة كانت تصدرها مصلحة السجون. وجمع قصائد ديوانه الأول (من الحياة والسجن) وتقدم به إلى إحدى المسابقات فأوصت الدكتورة سهير القلماوي رئيسة المؤسسة المصرية للتأليف والنشر (الهيئة المصرية العامة للكتاب حاليا) بنشره وكتبت له مقدمة.

ومنذ نهاية الستينيات شكل نجم مع الملحن والمطرب الشيخ إمام عيسى (1918-1995) ثنائيا مزعجا للسلطات المصرية وأدت تلك الأغاني إلى اعتقالهما في عهد عبد الناصر وكذلك في عهد الرئيس الراحل أنور السادات.