الطبقة، الرقة، سوريا، ٢٦ نوفمبر، ( محمد سلهب، أخبار الآن ) – –
في ظل الظروف المعيشية الصعبة التي يعاني منها الأهالي في مدينة الطبقة ، والحاجة الملحة إلى عمل يكسبهم لقمة عيشهم ، لجآ الكثير من الأهالي إلى نهر الفرات وامتهان الصيد ، في محاولة لتغطية حاجاتهم ، رغم صعوبة العمل والفترات الطويلة التي يقضونها في المياه .
المتحدث الأول : أبو محمد – صياد
المتحدث الثاني : أبو علي – صياد
عادة ما يشترك الاستمتاع والفائدة في مهنة صيد السمك ، لكن لصيادي مدينة الطبقة معايير أخرى في هذا الشأن ، فهي تقتضي على أمر واحد ، وهو قوت اليوم ، لعائلة لم تجد غير هذا العمل ، لتكسب منه لقمة عيشها .
فبعد أن ضاقت بهم الحال ، وقلت لقمة عيشهم من الأرض ، لم يجدوا سوى هذا السبيل ، فكل ما يحتاجه صنارة وشبكة صيد .
أبو محمد – صياد يقول : “لم آتي إلى هنا كي أتنزه ، الموضوع أننا نأتي للبحيرة في وقت المغيب لنصطاد ١٠ أو ٨ كيلو أو حتى ١٥ كيلو ، ولكن الآن الصيد ضعيف ، ونسأل الله أن يصلح الأمور” .
يخرج الصيادون من ساعات الصباح الباكر ولا يعودون إلا في ساعات المساء المتأخرة ، وخلال هذه الفترة ، تجدهم أحيانا قد عادوا ببضع أسماك لا تكفيهم حتى وجبة العشاء ، أو ربما يكون حظهم أتعس من ذلك ، فيعودون بخفي حنين .
أبو علي – صياد يقول : “ليس لدي عمل ، ولدي أسرة ، ووجدت ضفاف الفرات ، أقرب مكان أستطيع أن أجني منه رزقي أنا وأولادي ، وذلك كي نعيش ، ما يرزقني الله من صيد أحمده عليه ، والمؤمن يحمد الله على كل شيء” .
فكل صياد له تاريخ في مهنة ما ، قبل أن ينتهي به المصير في بحيرة يرافق مائها معظم يومه .