يبدو أنّ الخسائر التي تكبّدتها قوّات حزب الله التي تشارك نظام الأسد عمليّاته العسكريّة ضدّ الثوّار ألقت بظلالها على البيت الداخلي لحزب الله نتيجة الضغوطات الكبيرة التي تعرض لها قادة الحزب نتيجة سقوط أعداد ليست بالقليلة من مقاتلي الحزب كأسرى في قبضة الثوّار في معارك القلمون والغوطة الشرقية عدا عن أعداد القتلى الذين يتواصل سقوطهم في معارك سوريا عموماً ودمشق وريفها بشكل خاص .
أخبار الآن حصلت على معلومات خاصة من ضابطٍ برتبة عميد في مطار دمشق الدوليّ أنّ ألفاً وثلاثمئة مقاتلاً غادروا سوريا على ثلاث دفعات عبر طائرات خاصّة متجهين نحو بيروت بعد خلافات كبيرة حدثت بينهم وبين جيش النظام بدأ بعدها مسلسل تبادل الاتهامات حول إخلاء النقاط ومسؤولية كل طرف عمّا حدث .. المصدر قال إنّ من غادر من مقاتلي الحزب فقدوا قادتهم خلال المعارك الأخيرة في الغوطة الشرقية ولعلّ آخرهم المدعو علي اسكندر قائد عمليات حزب الله بدمشق وريفها الذي قتل في بلدة العتيبة شرقي الغوطة وأضاف أيضاً أنّ كثيراً من مقاتلي الحزب الذين احتشدوا لمعركة القلمون عادوا أدراجهم رافضين الأوامر بالمشاركة في معركة يعتقدون جازمين أنّها خاسرة بسبب طبيعة القلمون الجبلية والتي تشكّل فخاً لهم عدا عن اقتراب فصل الشتاء الذي يصعّب المهمة في منطقة باردة كالقلمون .
مصدر آخر في استخبارات النظام قال لأخبار الآن إنّ حالة التنسيق العالي بين النظام وقيادة الحزب لم تعد تنعكس على أرض المعركة فالشكاوى الكثيرة التي تلقتها قيادة الجيش عن عدم انصياع عناصر الحزب لأوامر قادة العمليات في مختلف مناطق الاشتباك تشير بوضوح إلى حالة التخلخل التي تعيشها جبهات القتال بشكل عام وأنّ جيش النظام قام باستبدال قادة العمليات التي يخوضها جيشه برفقة الحزب أكثر من مرّة درءاً لمزيد من الخلافات ولعلّ آخرهم إعفاء العميد كاسر الأسعد من قيادة عمليات طريق المطار في الغوطة الشرقية وتكليف العميد مازن طالب عوضاً عنه والذي قتل مؤخراً في معارك الغوطة الشرقية .. وأضاف المصدر أنّ أرقام مقاتلي الحزب الذين وصل عددهم إلى أكثر من 15 ألف مقاتل في مختلف المحافظات السورية بداية نوفمبر الحالي بدأ بالانحسار في الآونة الأخيرة ليصل بحسب السجلات النظاميّة إلى 8 آلاف مقاتل جلّهم في دمشق وريفها وحلب .
خسائر حزب الله في سوريا تلقي بظلالها على البيت الداخلي للحزب
أخبار عربيةدمشق، سوريا، 26 نوفمبر 2013، (محمّد صلاح الدين , خاص اخبار الآن) –