ريف إدلب الجنوبي، سوريا، 24 نوفمبر، مصطفى جمعة، أخبار الآن –
يبدأ فصل الشتاء ونظام الأسد يضيق الخناق على المواطنين السوريين شيئاً فشيئا ، في ريف إدلب يتحول مصدر الرزق إلى وسيلة يدفع فيها برد الشتاء
القارس ، حيث لجأ الأهالي إلى قطع أشجار الزيتون ، وذلك من أجل توفير مصدر للتدفئة لهم ولأطفالهم ، مراسل أخبار الآن مصطفى جمعة ، جال في ريف إدلب وعاد بالتقرير التالي.
طامة جديدة يقع فيها المواطن السوري في فصل الشتاء بريف إدلب ، حيث أصبحت الأشجار المعمرة مهددة بالقطع وإقتلاعها من جذورها ، بسبب عدم توفر موارد بديلة للتدفئة في فصل الشتاء ، فالمادة الأساسية للتدفئة هي المازوت ، والتي لا تتوفر إلا بكميات محدودة وبأسعار مرتفعة ،
فالأهالي هنا لجأوا إلى قطع تلك الأشجار ، كاظمين الألم في داخلهم كونها مصدر الرزق الوحيد لنسبة كبيرة منهم .أبو محمد مواطن من كفرنبل يقول: “من شدة البرد هنا ، الأطفال حالتهم مزرية من البرد ، لذلك نحن نقوم بقص الشجرة وحرقها لكي نؤمِّن التدفئة لهم ، ليست لدينا أموال لشراء المازوت والغاز ، كل شيء سعره مرتفع هنا ، مما يصًعب الحالة المعيشية”.
وتحتل محافظة إدلب المرتبة الأولى في سوريا بزراعة الزيتون ، حيث أن هذه الأشجار أكثر عرضة للقطع ، نظراً للأغلبية الكبرى للأهالي الذين يملكون بساتين الزيتون ، كما أن أشجار السرو والكينا هي الأخرى أيضاً تتعرض للقطع والتحطيب ، الأمر الذي دفع ببعض الأشخاص للعمل في هذه المادة ، التي يزداد الطلب عليها يوماً بعد يوم ، بسبب البرد القارس الذي أتى مع دخول فصل الشتاء.
محمود – تاجر أخشاب في ريف إدلب يقول: “نحن نعمل في التحطيب لكي نوفر للمواطنين الحطب ، فهم بحاجة له ، والآن بدأ فصل الشتاء ، لأجل الأطفال الصغار ، لكي يتدفئوا ، فالجو بارد ولا يوجد مازوت ، وتأمينه صعب جداً ، وأسعاره باهظة ، والمواطن غير قادر على شرائه ، فالمواطن يحتاج للحطب لأنه أرخص” .
وبالتزامن مع إنقطاع مادة المازوت عن المناطق المحررة والتي تشكل المادة الرئيسية للتدفئة ، فإن هذه الأشجار ترتفع نسبة الإقبال على قطعها ، دون التواني أو التفكير بأهميتها ، ويبقى السؤال هنا : هل من مكترث لقطع تلك الأشجار !!؟