ريف دمشق، سوريا، 22 نوفمبر، (جابر المر، أخبار الآن)-
بعد مرور أكثر من شهر ونصف الشهر على حصار منطقتي الهامة وقدسيا في دمشق تعود الحياة إلى المنطقة تدريجيا بفضل روية أبنائها وعدم تعنتهم مع حفاظهم على موقفهم الثابت في خصومة النظام وعدم تخليهم عن كرامة كلفتهم عددا كبيرا من الشهداء.
حصار خانق
وضع النظام حواجزه على الطريق المؤدي من دمر إلى قدسيا، كما حاصرها من الأعلى من جهة ضاحيتها بحواجز الأمن واللجان، هذه الحواجز منعت دخول أي شيء من شأنه أن يبعث الحياة في المدينتين، من سيارات الطحين والخضار والمحروقات وصولا إلى منعها الأفراد من إدخال قوت يومهم وإهانتهم فقط لأنهم من أبناء هاتين المنطقتين. وبعد أن طال أمد الحصار بدأت الناس بالنزوح الجماعي من المنطقة لتصبح كمدينة الأشباح دون طعام أو شراب بعد أن نفد ما كان موجود بمحلاتها أصلا.
لا تفاوض من غير كرامة
يعلم أهالي قدسيا والهامة أن أي استفزازات بينهما وبين النظام ستؤدي حتما إلى دمارهما وإلى مجازر كالتي جرت في العام الماضي عندما دخلهما النظام، فالموقع الجغرافي يظلم البلدتين حيث تتوسطا مجموعة من الجبال المحيطة التابعة جميعها للنظام ما يجعل قصفها وإحراقها أمرا بغاية البساطة لديه، ولعدم رغبة الأهالي بتحمل أعباء جديدة وعدم وجود أماكن تستطيع استقبالهم وهم قرابة ال 300 ألف نسمة أصدر الجيش الحر بيانا مع نهاية الشهر الماضي محاولا تجنيب المدنيين العذاب، وجاء في بيانه أنه مستعد للتفاوض شريطة ألا تمس كرامة أحرار الهامة التي دفعوا ثمنها خيرة رجالهم وإن أراد النظام غير ذلك فسنقطع يده.
عودة الحياة التدريجي
اشترط النظام رفع علمه على مقراته التي ما زال الموظفون يعملون بها كالبلدية والمؤسسة الاستهلاكية والمدارس، كما اشترط أن يسلم عدد قليل من المطلوبين سلاحهم وتتم تسوية أوضاعهم دون ان يتعرضوا لسوء، وفي المقابل اشترط الجيش الحر ألا يدخل النظام مترا واحدا في الهامة، وهذا ما حصل فعلا لم يدخل الجيش الهامة كما نفذ البعض وليس الكل شرط تسوية الأوضاع ورفع علم للنظام فوق البلدية، وبالمقابل عادت الأفران لمزاولة عملها، كما تم فتح طريق جمرايا للنزول إلى دمشق والعودة منها، وعادت المحلات للعمل مع الإدخال التدريجي للمواد.
الجيش الحر في الهامة وقدسيا يحتفظ بحاضنته الشعبية التي أيدت كل ما صدر عنه في فترة الحصار والذي احترمها بدوره مذكرا كل المناطق أن مهمة الجيش الحر هي حماية المدنيين والدفاع عنهم ومنع دخول الجيش عليهم بكل الوسائل الممكنة وليس بالقتال فقط.