بغداد، العراق، 14 نوفمبر 2013، وكالات –
قتل سبعة عشر شخصا على الاقل وجرح العشرات في هجومين متزامنين استهدفا مسيرات جنوب العاصمة العراقية بغداد في يوم ذكرى عاشوراء وفق ما افاد به مسؤولون.
وغالبا ما تستهدف مجموعات متشددة مرتبطة بالقاعدة تلك المسيرات، ما ينجم عنه عدد كبير من القتلى سنويا.
وفي الاشهر الاخيرة، تزايدت الهجمات في العراق، على رغم تشديد التدابير الامنية والحملات التي تستهدف المتمردين.
و ذكرت مصادر طبية وامنية ان ثلاثة هجمات منسقة استهدفت زوارا في شمال بغداد اسفرت الاربعاء عن ثمانية قتلى على الاقل و28 جريحا.
وقد انفجرت القنابل قرب مدينة بعقوبة (60 كلم شمال بغداد) فيما كان الزوار متوجهين الى مدينة كربلاء (110 كلم جنوب العاصمة العراقية) للمشاركة في احياء ذكرى مقتل الامام الحسين في كربلاء.
ويحيي الشيعة في هذه المناسبة واقعة الطف حيث قتل جيش الخليفة الاموي يزيد بن معاوية الامام الحسين مع عدد من افراد عائلته العام 680 ميلادية، باعتباره اكثر الاحداث مأسوية في تاريخهم.
وينظم مئات الآلاف من المسلمين الشيعة في هذه المناسبة مواكب وينصبون خياما يوزع فيها الطعام على المارة بينما يتجمع عدد هائل في كربلاء حيث يقع ضريح الامام الحسين.
وتم تعزيز الاجراءات الامنية باكثر من 35 الف جندي وشرطي نشروا في كربلاء وحولها واقيمت حواجز لمنع دخول السيارات الى المدينة التي تحلق فوقها مروحيات.
وتقول سلطات المحافظة ان حوالى مليون زائر عراقي وغيره سيزورون كربلاء خلال الايام العشرة وحتى يوم عاشوراء الخميس. وقد امتلأت كل فنادق المدينة.
وبعد 14 تشرين الثاني/نوفمبر سيواصل الزوار التدفق على كربلاء للاربعين يوما التي تلي عاشوراء.
وقال احد الزوار شوكت حسين وهو باكستاني في الستين من العمر “احمل هذا الحديد كل سنة منذ ان كنت في السادسة عشرة من عمري”، مشيرا الى سلاسل معدنية يلفها حول رقبته. واضاف ان “ما احمله لا يقارن بما فعله الحسين لدينه”.
وفي مناطق اخرى في العراق، استهدفت هجمات الاربعاء قوات الامن العراقية اسفرت عن سقوط 22 قتيلا. وقتلت الشرطة من جهتها ثلاثة متمردين.
ففي شرق تكريت ذات الغالبية السنية، فجر انتحاري سيارته عند حاجز للشرطة ما ادى الى سقوط 11 قتيلا بينهم ثلاثة شرطيين.
وبالقرب من الفلوجة، انفجرت قنبلتان امام منازل عناصر في الشرطة وانفجرت قنبلة ثالثة عندما هرع الناس الى المكان، ما ادى الى سقوط اربعة قتلى.
ولقي اكثر من 5600 شخص مصرعهم منذ بداية السنة منهم 964 في تشرين الاول/اكتوبر، وهو الشهر الاكثر دموية منذ نيسان/ابريل 2008، كما تفيد الارقام الرسمية.
ومع تفاقم العنف في البلاد، طلب رئيس الوزراء العراق نوري المالكي من واشنطن تعاونا اكبر لمكافحة التمرد.
وتعد موجة العنف الدموي الاسوأ التي يشهدها العراق منذ 2008.
وتواجه السلطات انتقادات شديدة بسبب غياب الامن واخفاقها في توفير الخدمات الاساسية مثل الكهرباء والماء النظيف، وكذلك بسبب انتشار الفساد.
وادت الخلافات السياسية الى شل الحكومة، فيما لم يتمكن البرلمان من اصدار اي قوانين مهمة منذ سنوات.