العراق ، 14 نوفمبر 2013 ، وكالات
قتل 43 شخصا في هجمات استهدفت الشيعة في العراق الخميس ومن بينها هجوم انتحاري وسط موكب ديني، رغم الاجراءات الامنية المشددة في مدينة كربلاء التي يتدفق عليها الشيعة لاحياء الذكرى السنوية لمقتل الحسين ثالث ائمتهم.
وتاتي هذه الهجمات فيما يتجمع عشرات الاف الزوار الاجانب في مدينة كربلاء لاحياء ذكرى عاشوراء التي تجري في هذا الوقت من السنة، وذلك رغم الهجمات المتكررة التي يشنها المسلحين السنة خلال مثل هذه الاحتفالات في السنوات الماضية.
وفجر انتحاري كان يرتدي زي الشرطة، منطقة تسكنها غالبية من الشيعة في محافظة ديالى شمال بغداد ما ادى الى مقتل 32 شخصا واصابة 80 اخرين، بحسب مصادر امنية وطبية.
وغالبا ما تشهد هذه المناسبة لاحياء ذكرى عاشوراء التي تبلغ ذروتها الخميس، أعمال عنف تقوم بها مجموعات مرتبطة يتنظيم القاعدة.
وهذا ثالث هجوم يستهدف الشيعة اليوم الخميس.
ففي وقت سابق هزت تفجيرات متزامنة منطقة الحفرية جنوب العاصمة ما اسفر عن مقتل تسعة اشخاص، بينما ادى تفجيران في مدينة كركوك الشمالية الى اصابة خمسة اشخاص.
كما استهدف انفجار اخر دورية للجيش في بلدة تسكنها غالبية من السنة شمال بغداد ما ادى الى مقتل جنديين.
وكانت ثلاثة هجمات منسقة استهدفت زوارا من الشيعة في شمال بغداد الاربعاء واسفرت عن سقوط ثمانية قتلى على الاقل وعشرة جرحى. ووقعت التفجيرات قرب مدينة بعقوبة (60 كلم شمال بغداد) فيما كان الزوار متوجهين الى مدينة كربلاء (110 كلم جنوب العاصمة العراقية).
كما ادى انفجار سيارة مفخخة الاربعاء في مدينة كركوك (شمال) الى مقتل شيعي كان يوزع المؤن على زوار واصابة ثمانية اشخاص آخرين بجروح.
ويحيي الشيعة في هذه المناسبة واقعة الطف حيث قتل جيش الخليفة الاموي يزيد بن معاوية الامام الحسين مع عدد من افراد عائلته العام 680 ميلادية، باعتباره اكثر الاحداث مأسوية في تاريخهم.
وغالبا ما تشهد هذه المناسبة لاحياء ذكرى عاشوراء التي تبلغ ذروتها الخميس، أعمال عنف تقوم بها مجموعات مرتبطة يتنظيم القاعدة.
وينظم مئات الآلاف من المسلمين الشيعة في هذه المناسبة مواكب وينصبون خياما يوزع فيها الطعام على المارة بينما يتجمع عدد هائل في كربلاء حيث يقع ضريح الامام الحسين.
وتم تعزيز الاجراءات الامنية باكثر من 35 الف جندي وشرطي نشروا في كربلاء وحولها واقيمت حواجز لمنع دخول السيارات الى المدينة التي تحلق فوقها مروحيات.
وكانت سلطات المحافظة قالت ان حوالى مليون شخص بينهم مئتا الف سيأتون من الخارج، سيزورون كربلاء خلال الايام العشرة وحتى يوم عاشوراء الخميس. وقد امتلأت جميع فنادق المدينة.
وبعد 14 تشرين الثاني/نوفمبر سيواصل الزوار التدفق على كربلاء للاربعين يوما التي تلي عاشوراء.
وفي الاشهر الاخيرة، تزايدت الهجمات في العراق، رغم تشديد التدابير الامنية والحملات التي تستهدف المتمردين.
ولقي اكثر من 5600 شخص مصرعهم منذ بداية السنة منهم 964 في تشرين الاول/اكتوبر، وهو الشهر الاكثر دموية منذ نيسان/ابريل 2008، كما تفيد الارقام الرسمية.
ومع تفاقم العنف في البلاد، طلب رئيس الوزراء العراق نوري المالكي من واشنطن تعاونا اكبر لمكافحة التمرد.
وتعد موجة العنف الدموي الاسوأ التي يشهدها العراق منذ 2008.
وتواجه السلطات انتقادات شديدة بسبب غياب الامن واخفاقها في توفير الخدمات الاساسية مثل الكهرباء والماء النظيف، وكذلك بسبب انتشار الفساد.
وادت الخلافات السياسية الى شل الحكومة، فيما لم يتمكن البرلمان من اصدار اي قوانين مهمة منذ سنوات.
ويشكل المسلمون الشيعة اغلبية في العراق وايران والبحرين كما يمثلون اقلية كبيرة في افغانستان وباكستان ولبنان والسعودية.