ريف ادلب، سوريا، 12 نوفمبر، ( غيث عمران، أخبار الآن ) 

البراءة .. صفة تحملها وجوه الأطفال.  في سوريا تُحارَبُ الطفولة بكل أنواع الأسلحة ، مدارسهم التي كانت تعج بالحياة ، الآن إما فارغة أو مدمرة بفعل حقد قوات النظام ، ولكن إرادة الشعب السوري باستمرار الحياة ، أنارت بصيص أمل لترميم ما دمره النظام من هذه المؤسسات التعليمية .

طفولة بريئة تحملها وجوه أطفال تعبت قساوة الحياة ، التي أنهكها ظلم قوات النظام ، بتخاذل دولي تجاه الثورة السورية .
 
في مدن وقرى ريف ادلب ، التي عمد النظام إلى تدميرها واستهداف كافة مرافق الحياة فيها ، بفعل آلة القصف اليومي ، كانت المدارس من بين هذه الأهداف الثمينة ، فبعد تدمير أغلب مدارس ريف ادلب ، قامت العديد من المؤسسات والجمعيات المدنية بإحداث مشاريع تعليمية تهدف إلى إعادة ترميم الخراب الحاصل في الجانب التعليمي للأطفال .

أبو شريف – مدير المدرسة يقول : “واجهنا الكثير من الصعوبات في عملنا ، ولكن أكبر الصعوبات كانت في النقص الحاد بالتمويل ، وقمنا بتجاوز بعض من هذه الصعوبات بالإستعانة بالأهالي وبالعمل التطوعي ، نحن نريد إخراجهم من هذه الأجواء إلى أجواء ترفيهية وتعليمية ، تعيد البسمة إلى شفاههم التي حرموا منها منذ أكثر من سنتين” .

هذه المدرسة  التي أنشأت مؤخراً في إحدى المناطق المحررة ، واجهت الكثير من الصعوبات بسبب الأوضاع المتوترة في البلاد ، واستمرار القصف على المناطق المأهولة ، فضلاً عن توفير الكادر الإداري والتدريسي ولوازم المدرسة من كتب ولباس ومعدات .

أم محمد – معلمة تقول: “عند افتتاح هذه المدرسة ، حالة الأطفال النفسية متأثرة بأجواء الحرب والقصف ، وكانت هذه المشكلات تظهر عند بكاء وخوف الأطفال عند تحريك مقعد أو كرسي ، فكانوا يعتقدون أنه قصف  بالقذائف والطيران ، حاولنا نحن المعلمات أن ندخل جانب من الرفاهية للأطفال لتحسين حالتهم النفسية ، وأن يأخذوا حقهم في اللعب ، كالدروس الرياضية والرسم والأشغال ، وكنا نلمس الفرح والسعادة في وجوههم”.

أهمية هذه المدرسة تكمن في التقليل من آثار الحرب على نفسية الأطفال ومعالجة مشاكلهم في المجتمع من خلال إعادة تأهيلهم معنوياً ونفسياً .

طالبة في الصف الخامس تقول : “زميلتي قتلت مع والدتها وبقي أخوها الصغير حي ، بعد أن رمت الطائرة قرب منزلنا 3 صواريخ ، واستهدفت مدرستنا بصاروخين وتدمرت ، ثم انتقلنا إلى مدرسة أخرى” .

من هنا يستمر هؤلاء الأطفال بإكمال أحلامهم الصغيرة على الرغم من المآسي التي يتعرضون لها كل يوم ، فطفولتهم لم تشفع لهم من ظلم نظام حاقد ، تجاه ثورتهم التي كانت قوة الإرادة فيها أقوى من أسلحة من يحكمهم .