دمشق، سوريا، 9 نوفمبر، (سيف الدين محمد، أخبار الآن)

ظاهرة جديدة تعيشها مدينة دمشق، ابتدعها الشباب والشابات وخصوصا من طلاب الجامعات في دمشق، وهي الاعتماد على الدراجة الهوائية “البسكليت” كوسيلة نقل بديلة هرباً من الازدحام المروري وبطء التعامل مع الناس من قبل حواجز النظام.

أزمة مواصلات ..

بدأ الموضوع حين غصت دمشق بوسائل النقل المختلفة وبقي الناس ينتظرون مقعدًا أو مكانا لهم في “الميكرو أو السرفيس أو باص النقل الداخلي” والبقاء ساعات طويلة حتى الوصول إلى محطاته المختلفة.
يقول “عبيدة” من سكان حي القدم ويعمل في ورشة للنجارة: “ما بقدر أصل بسرعة للورشة وصاحب الورشة ما بيقدّر هالشي وهيك بينخصم نص راتبي باليوم .. اشتريت بسكليتة مستعملة بالتقسيط لقيت انو هي الحل المناسب”.

شباب الجامعة يكملون المشروع

بما أن الفكرة قد نجحت في مستوى الشريحة العاملة، فلم لا تطبق في مستوى آخر. هكذا بدأت مبادرات فردية سرعان ما انتشرت وتم التركيز على طلاب الجامعات في دمشق وقامت حملة كبيرة على صفحات الفيس بوك من أشهرها صفحة “صار بدها بسكليت، والتي تعرف مشروعها كالتالي:
“قريبا أمام جميع كليات جامعة دمشق شعارنا لا مكاري بعد اليوم” “ووقت بتركب/ي بسكليت فإنت عمتمنح/ي مقعدك بالميكرو لتلميذ مدرسة أو لأم مع طفلها أو لرجل مسن .. خلينا نترك المواصلات للي مو قادرين يركبو بسكليت ونخفف زحمة بالبلد”.

عقب ذلك انتشرت البسكليت كوسيلة نقل لعدد كبير من الطلاب حيث ترى أسوار الجامعات والدراجات المركونة والمربوطة بسلاسل لحمايتها.

” محمود. س” طالب في كلية العلوم يقول: “أصل إلى الجامعة بسرعة وعلى موعد محاضراتي، خصوصا أن الدكاترة لا يقدرون ظروفنا والعذاب الذي نعانيه في الطريق”.

حركة مدنية .. نظام متهالك

تبدو تلك الظاهرة على بساطتها أول عمل مدني يقوم به شباب دمشق بدافع المنفعة المشتركة، وكأن العمل المدني قد خرج من رحم قمع النظام وحواجزه المنتشرة في الطرقات. فلم يأت التشديد الأمني بانكفاء الشباب ورضوخهم لحال الازدحام من جهة وحالة التحكم بهم من قبل أفراد النظام في الحواجز بل على العكس قد أنتج حركة جمعية تمتاز بطابع مدني هو ما يطمح إليه في سوريا الثورة بعد سقوط النظام.
شباب دمشق في الضواحي يؤسسون شكل المجتمع الجديد والحس بالمسؤولية وصورة سوريا الحرة بعد سقوط الطغاة.