في نفس المكان تقريبا يحطون الرحال يوميا، علاقة حميمية أنشأت بينهم وبين مكان عملهم إن أمكن القول، هم مجموعة من المتسولين انتشروا بعد الثورة لتجدهم في كل مكان بالعاصمة تونس.
أجبرتهم الحاجة على الخروج للشارع لمد يدهم للرائح والغادي بغية الاسترزاق وتوفير قوت العيش
أينما ذهبت تجدهم، في وسائل النقل، في المحطات، في الأسواق، في الشوارع الكبرى، في المطاعم والمقاهي والمساجد (خاصة أيام الجمعة).
ظاهرة بدأت تجلب الانتباه نظرا لانتشارها المهول بعد الثورة البعض عزاها للازدياد نسبة الفقر في البلاد والتي تجاوزت في بداية هذه السنة 24 في المائة فيما ربطها آخرون بالبطالة والأزمة الاقتصادية.
ولكن ذلك لا يمنع وجود منظومة كاملة لهذه الظاهرة فهذه الشريحة أصبحت تعمل لمصلحة شركات بشكل يومي واختلفت حيلهم للحصول على المال يقول سامي أحد المارين من الشارع إن إحدى الفتيات اعترضته أكثر من مرة لطب المال بالطريقة ذاتها أوهمته بأنّ حقيبتها سرقت منها ولم تجد المال للعودة إلى مدينتها البعيدة عن العاصمة.
منهم ايضا من يحاول اصطناع الإعاقة فضلا عن الاعتماد الكبير على كبار السن في مثل هذه الأعمال التي باتت حرفة يمتهنها أناس ذوي خبرة.
الوجوه ذاتها تقريبا تراها يوميا عدد كبير منهم له كل االمؤهلات البدنية والصحية للعمل وتدبير أموره المادية بطريقة أخرى غير التسول ولكنهم يبحثون عن اللقمة السهلة ، أما المواطن العادي فتجده يتذمر حينا ويستعطف أحيانا فجيبه لم يعد يتحمل العدد الهائل من المتسولين.
ظاهرت باتت تفرض إيجاد حلول لها انطلاقا من البحث في أسبابها وكشف خباياها.