عمان، الأردن، 07 نوفمبر 2013، وكالات –
شارك الصحفيون العاملون بجريدتي الرأي والدستور الأردنيتين في عدة احتجاجات في الآونة الأخيرة للمطالبة بزيادة الأجور وإصلاحات إدارية.
ويقول مسؤولون في الصحيفتين إن الأزمة المالية العالمية عام 2008 سببت ضغوطا شديدة.
وكون الصحفيون بجريدة الرأي سلسلة بشرية الأسبوع الماضي في الشارع أمام مقر الصحيفة في عمان وحملوا لافتات ورددوا هتافات لمطالبة الإدارة بالاستجابة لمطالبهم.
وواجهت صحيفة الدستور أيضا مشاكل مالية. فقد أظهرت بيانات نشرتها الشركة الأردنية للصحافة والنشر تسجيل خسائر بلغت 700 ألف دينار في النصف الأول من عام 2012 و500 ألف دينار في عام 2011.
شارك في الاحتجاج فيصل ملكاوي الصحفي بحريدة الرأي.
وقال ملكاوي “الاعتصام يا سيدي هذا له جانبين. الجانب الأول يتعلق بحقوق ومطالب الزملاء الصحفيين في جريدة الرأي. والشق الثاني هو لكف يد الحكومة عن هذه المؤسسة التي شهدت في عهد الحكومات المتعاقبة تراجعا كبيرا في المستوى التحريري والإداري والمالي.”
ويملك صندوق استثمار أموال الضمان الاجتماعي الذي تسيطر عليه الحكومة حصة أغلبية في أسهم المؤسسة الصحفية الأردنية التي تصدر عنها صحيفة الرأي وفي الشركة الأردنية للصحافة والنشر التي تصدر عنها صحيفة الدستور.
وقالت صحفية في جريدة الرأي شاركت في الاحتجاج تدعى سمر حدادين “مطالبنا إعادة هيكلة الرواتب بحيث أنه ما يكون فيه ناس رواتبها مرتفعة وناس رواتبها متدنية ويكون هناك عدالة ومساواة بشأن الرواتب.”
وتشير تقارير بورصة عمان إلى أن المؤسسة الصحفية الأردنية لم تقدم أي توزيعات أرباح للمساهمين في السنوات الثلاث الماضية. كما ذكرت التقارير أن المؤسسة سجلت خسائر بلغت نحو مليون دينار أردني (1.41 مليون دولار) في النصف الأول من عام 2012.
وعلقت صحيفة العرب اليوم الأردنية عملياتها في يوليو تموز 2013 بسبب مشاكل مالية.
وحملت نقابة الصحفيين الأردنية إدارات الشركات المسؤولية عن المشاكل المالية وطالبت بإقالة مجلسي إدارة المؤسسة الصحفية الأردنية والشركة الأردنية للصحافة والنشر.
وقال طارق المومني نقيب الصحفيين “سواء الصحفيين العاملين في الصحف أو نقابة الصحفيين لا يرغبون في مسألة التصعيد وبالتالي هذا آخر خيار ممكن يلجأوا له لكن اضطروا للنزول للشارع للتعبير عن إرادتهم ورفع صوتهم عاليا احتجاجا على السياسات الحكومية وعلى الأوضاع المعيشية التي يعانونها.”
واضاف “نحن لن نتخلى عن واجبنا إزاء زملائنا الصحفيين والعاملين في هاتين المؤسستين لأننا نحرص على استمرار هاتين المؤسستين واستمرار أدائهم لدورهم لأن فيهم صحفيين محترفين ومهنيين وبالتالي أكثر من ألفي أسرة يعيشوا من وراء العاملين في هاتين المؤسستين الصحفيتين وبالتالي واجبنا ودورنا أن ندعمهم حتى يحصلوا على حقوقهم كاملة.”
ووجهت نقابة الصحفيين رسالة إلى العاهل الأردني الملك عبد الله الأسبوع الماضي ناشدته فيها التدخل.
وتراجع توزيع الصحف مع تزايد الإقبال على المواقع الإخبارية على الإنترنت.
وذكر أبو علي الذي يملك مكتبة صغيرة في وسط عمان منذ ما يزيد على 30 عاما أن الناس فقدوا الاهتمام بقراءة الصحف.
وقال أبو علي “من البداية كنت آخذ 300 رأي و150 دستور و70.. 80 غد. هلأ عم بأحذ 120 الرأي 60 دستور 40 غد وعم برجع منهم 40 و50 جريدة. طبعا.. بوجود الإنترنت. الناس ما عادت تهتم بشيء اسمه صحافة.. سواء كانت أردنية ولا لبنانية ولا مصرية ولا سورية. ما عاد الناس تهتم بالصحافة الورقية.”
وجاء في دراسة نشرت عام 2012 أن قرابة 50 في المئة من مستخدمي الإنترنت الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و24 عاما يعتمدون عليه بصورة رئيسية في الحصول على المعلومات.
واستقال عمران خير رئيس تحرير جريدة الرأي من منصبه يوم الاثنين (4 نوفمبر تشرين الثاني) نتيجة ضغط المحتجين.