بيت سحم، ريف دمشق، سوريا، 6 نوفمبر، (براء البوشي، أخبار الآن)

بعد إخفاقه في اقتحام المناطق المحررة في جنوب العاصمة دمشق ، طالب نظام الأسد بهدنة مع الثوار في إطار خطة جديدة تهدف إلى إبعاد المناطق الثائرة عن المشهد العسكري .

اتبع النظام السوري خُطةً جديدة في التعاملِ مع بعض المناطق الثائرة، التي لم يستطع السيطرةَ عليها، وبسبب أهميتها الإستراتجية بالنسبة له حاول خلالَ هذه الفترة المِفصلية من تاريخ الثورة تحييد هذه المناطق عن العمليات العسكرية والمعارك المستمرة في مناطق أخرى، حيث يَهدُف النظامُ لعقدِ مهادناتٍ عبر وسطاءْ مع أهالي المناطق الثائرة بهدف ابعادها عن المشهد العسكري المتأزم.

بيت سَحم إحدى هذه البلدات الواقعة في ريف دمشق الجنوبي والمطلة على طريق مطار دمشق الدولي ذي الحساسية الخاصة بالنسبة للنظام وإمداداته العسكرية باتجاه الغوطة الشرقية ومواقعه العسكرية في منطقة السيدة زينب.

استطلعت كاميرا قناةِ الآن آراء المدنيين حول هذه الهدنة وكانت وجهات النظر مختلفة بين رافض و موافق ٍ بشروط عليها. يقول أحد أهالي بيت سحم: “نحن ضد هذه الهدنة مع هذا النظام الغادر لأنه قتل اطفالنا وسرق اموالنا ودمر بيوتنا وانتهك اعراضنا ولم يبقي بيننا وبينه خط رفيع للصلح”. يضيف آخر: “الهدنة هي خيانة لدم الشهداء والجرحى، والنظام عمل هدنة في بيت سحم وصارت الإمدادات تيجي من طريق المطار بإتجاه الذيابية والحسينية والبيوضة”.
يضيف شخص آخر: “الهدنة إلى للخير أهلا وسهلا، لكن مع كل هدنة تروح منطقة ويموت شباب ما بدنا ياها هالهدنة”. كما تحدث آخر: “انا من المؤيدين لكن إذا كان النظام صادق، بس النظام بيلعب وبيكذب علينا على أساس يفتح الطريق ويطالع السجناء”.

وللأطفال رأيهم بالهدنة فهم الشريحة الأكثر تضرراً من الحرب والأكثر تأثراً بمخاطر الحصار وتداعياته الإنسانية. فيما يشرح لنا أحد قادة الجيش الحر في البلدة موقفهم الرسمي من الهدنة المفترضة فيقول أبو أحمد: “هدنة ما رح يصير في المنطقة مع النظام، ولكن سيتم فتح طريق لإدخال المواد الغذائية”

بينما يفصّل أبو ملاذ في البنود والشروط من قبل النظام ورأيهم كتنسيقية بيت سحم بالهدنة المتوقعة. فيقول: “لا شك أن اي طرف يطلب هدنة فهذا تعبير عن حالة ضعف، موقع ومكانة بيت سحم بسبب اطلالتها على طريق المطار بسبب اشرافها على السيدة زينب، فهو يريد تأمين طريق المطار، وبيريح حالو من جبهة ساخنة تكبد فيها خسائر فادحة. موضوع طرح الهدنة من النظام لبيت سحم هي ليست وليدة اليوم وإنما من أشهر ومرت عليها لجان كثيرة جميعها بائت بالفشل بسبب تعنت النظام ومراوغته, ودائما بيفرض شروط صعب تطبيقها، وهي مرفوضة من الجميع، من قبل المدنيين وأفراد الجيش السوري الحر، لأن تسليم الجيش الحر نفسه ورفع علم النظام فوق اعلى نقطة في البلدة هو أمر مرفوض نهائيا”.

إذاً فالجميع متفق على إعلاء المصلحة العامة للمنطقة وتقديس دماء الشهداء وصون أهداف الثورة رغم الحصار القاتل ومنهج التجويع المعتمد من قبل قوات النظام بتوصيةٍ روسية – إيرانية.