مخيم أطمة، ريف إدلب، سوريا، 5 نوفمبر، (علي ناصر، أخبار الآن)
قبل عامين لجأ هؤلاء النازحون إلى مخيم أطمة الحدودي على أمل العودة بعد فترة وجيزة لكن الحكاية طالت والقصة لم تنتهي و لم تعد الخيام تشكل حلا لبعض النازحين هنا مما دفعهم إلى بناء جدران من الاسمنت عندما أدركوا أن الرحلة والمعاناة لن تنتهي بين ليلة وضحاها.
يقول نضال الحلاق وهو نازح من كفرنبودة: “من المعاناة السنة الماضية كما هنا الخيم منذ عام الى الان .. الشتاء الماضي اصبحت معاناة كثيرة من خلال الوحل الطين و الارض لكن هذا العام كل الناس تأخذ بالحسبان لترميم خيامها و طرقاتها”.
معاناة مستمرة لا تنتهي في هذا المخيم فالمشهد الأبرز كان ندرة حليب الأطفال مما دفع الاهالي لاستخدام حليب المواشي كغذاء بديل الذي عادة ما يكون فاسدا لعدم توفر مكان مناسب لتخزينه فيه”.
يضيف أبو أحمد الديك نازح من كفروما: “انظرو إلى الأغنام لا يوجد لها طعام ولا ماء وقد أتينا الى هنا لاجئنن …حليب الأغنام يفسد ولا يوجد لها طعام وإلى
متى سنبقى على هذه الحال الى متى..؟! فليجدو لنا حلاً لهذا الموضوع انظر الى الأغنام ماتت من الجوع ونحن متنا من الجوء وأرض عراء مقطوعة لا يوجد فيها شيء من مقومات الحياة ولا أحد يؤمن لنا شيء”.
لكن المعاناة الحقيقية تكمن في الغربة التي يعيشها هؤلاء النازحون على أمل العودة الى أوطانهم بعد انتهاء الحرب والصراع .
أبو بكر نازح من بلدة حاس: “الخيم كلها مهترئة من الشمس ومن العوامل الجوية وأكثر من شهر يستحيل أن تبقى الخيمة صامدة فوق رؤوس الناس سوف ترمى فالناس هنا يذهبون لبيع أغراضهم الذين يرتدونها والله لكي يشترو حجار اللبن المسلح كي يستتروا فيها في الشتاء لأن الأزمة التي نعيش فيها طويلة الله أعلم 20، 30 سنة بما أن الوضع على الأرض هكذا أزمتنا طويلة فالعالم سوف تقوم بعمار نظامي هنا موجود حتى ولو اضطرت أن تبيع أحد أولادئها ليحيا الباقون”.
ربما يذكر مشهد النزوح هذا بأسفار النزوح التي عاشها الشعب الفلسطيني لكن هذه المرة نزوح بطابع آخر وإلى أراض أخرى إنه النزوح الذي يبدو أن لا نهاية له إنه نزوح الشعب السوري ومعاناته .