حلب , سوريا , 3 نوفمبر 2013 , وكالات –

اعلن العقيد عبد الجبار العكيدي، رئيس المجلس العسكري الثوري في محافظة حلب التابع للجيش الحر استقالته من منصبه احتجاجا على ما وصفه تآمر المجتمع الدولي على الشعب السوري وتشرذم المعارضة السياسية والعسكرية والتراجع على الارض” نتيجة كل ذلك.
             
وقال العكيدي في شريط فيديو تم بثه على موقع يوتيوب على الانترنت ان هذه الثورة اسقطت آخر الاقنعة عن وجه المجتمع الدولي وقال العكيدي متوجها الى قادة المعارضة المقيمين خارج سوريا “ادرتم ظهوركم للداخل وانسلختم عنه بشكل كامل، فاتم في واد والشعب في واد”.

وتوجه الى “بعض قادة الالوية والفصائل” ممن اسماهم “امراء الحرب الذين توجوا انفسهم ملوكا وامراء على عروش وكيانات واهية”، وقال لهم “كفاكم تناحرا وتسابقا على الزعامة والامارة وحرصا على الشهرة والتصوير ولهثا وارء سراب الخارج واجنداته واجتماعاته الواهنة التي لا تسمن ولا تغني عن جوع”.

وحيا العكيدي في المقابل من وصفهم ب “الثوار المجاهدين الابطال” الذين “سطروا اروع ملاحم البطولة والاباء بعيدا عن الظهور والرياء”، معتبرا ان الامل في “الثورة” معقود عليهم.
             
وقال انه يستقيل لافساح المجال “لتولي دماء جديدة تضفي على المجلس نشاطا وحيوية جديدة”، وانه سيتابعه “واجبي الثوري في باقي الميادين”.
             
وجاءت هذه الخطوة بعد ايام من سقوط مدينة السفيرة التي بقيت تحت سيطرة الجيش الحر لاكثر من سنة، في ايدي قوات النظام.
             
والسفيرة مدينة استراتيجية تقع على الطريق الرئيسي المؤدي من وسط البلاد الى مدينة حلب، وتقع على اطرافها معامل الدفاع التابعة لوزارة الدفاع التي تنتج الاسلحة وكل انواع السلع الاخرى.

وقال ناشط في حلب يقدم نفسه باسم محمد وسام ردا على سؤال لوكالة فرانس برس ان “هناك خوفا على مدينة حلب” بعد سقوط السفيرة.              
واضاف محمد من مركز حلب الاعلامي عبر سكايب “هذا يعني ان “الطريق الى حلب من جهة الشرق بات مفتوحا”، ومشيرا الى ان السفيرة كانت المعبر ايضا الى محافظة الرقة في شمال البلاد والتي تسيطر المعارضة المسلحة على اجزاء واسعة منها.

وكان العكيدي كتب على صفحته الرسمية على “فيسبوك” الجمعة “السفيرة لم تسقط من قلة الذخيرة، فليشهد الله اننا وضعنا كل امكانية المجلس تحت غرفة عمليات السفيرة. جبهة السفيرة كانت بحاجة الى رجال ترابط ولكن تخاذلت ألوية الجيش الحر وغيرهم”.
             
وانشق العكيدي عن قوات النظام في 19 ايار/مايو 2012، وقاد معركة حلب التي فتحت في 20 تموز/يوليو 2012، وسيطر الجيش الحر خلالها في غضون وقت قصير جدا على عدد كبير من احياء المدينة. وتولى بعد ذلك قيادة المجلس العسكري في المحافظة.

وحول هذا الموضوع قال الإعلامي عدنان حداد انه لا يعتقد ان عبد الجبار العكيدي مصمم على الإستقالة وهي خسارة للثورة السورية فهو أحد الضباط الشرفاء الذين رفضوا حمل السلاح ضد شعبهم كما كان من أوائل من شكلوا أجساما عسكرية مناوئة للنظام السوري عندما أسس المجلس العسكري في حلب والذي ضم كل الألوية المقاتلة انذاك.

“كلنا يعلم ان العكيدي هو من كان يرأس المجلس العسكري وهو من يمثله وهو قائد المجلس ولا يوجد رد فعل للمجلس” وأضاف عدنان حمد ان العكيدي لم يقم بهذه الخطوة نتيجة تعليمات من اي أحد انما هو من شخص مقاتل ضحى بنفسه وهي ردة فعل من معظم قيادات المجلس العسكري في حلب وذلك نتيجة لتخاذل المجتمع الدولي وبعض الفصائل على الأرض بسبب تفتتها والتفاتها الى مصالحها الفردية وهو ما يؤدي الى انهيار الثورة بشكل عام والسبب الرئيس لتقدم قوات النظام على الأرض.