دمشق، سوريا، 2 نوفمبر، (جابر المرّ، أخبار الآن)
يحسد طلاب الجامعات فناني المستقبل وهم طلاب المعهد العالي للفنون المسرحية على جمال المبنى الذي يدرسون فيه وموقعه الاستراتيجي، أما بعد الثورة فقد بدا المعهد من أكثر الأماكن التي يكره الناس زيارتها للسبب ذاته ألا وهو موقعه الذي جلب الوبال عليه.
تجمع ساحة الأمويين الأمني
يقع المعهد العالي للفنون المسرحية والمعهد العالي للموسيقى بين الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون ومبنى أركان الجيش السوري وأسفل التجمع الكبير للفروع الأمنية في منطقة الجمارك، المنطقة التي يسعى النظام دائما للحفاظ عليها بأقصى إمكاناته، مما يفسر التجمعات الأمنية الهائلة المتواجدة دائما في هذه الساحة التي طالما حلم وسعى الثوار إلى الوصول إليها، ولكثرة تواجد المقرات الأمنية في هذه المنطقة باتت دراسة المسرح والموسيقى أمرا نشازا في هذه الساحة التي يصر طلاب المعهدين فيها على مواصلة دوامهم والتزامهم بالفن الذي يتعلمونه كتحدٍ لأفراد الأمن الذين يحاصرونهم ويضايقون عليهم بهمجيتهم، يخبرنا أحمد طالب الموسيقى: “أمن الأركان فتشوني مرة بالساحة وسرقولي الموبايل ومنيح اللي ما أخدو مني الآلة اللي بتمرن عليها .. لأنن همج وما بتهمن الآلة أساسا”.
أعباء حياتية
يشكل طلاب الريف والأماكن المضطربة في الريف الدمشقي العدد الأكبر من طلاب المعهدين، وهم الآن يحملون أعباء نزوحهم التي تسببت بأزمة طرقات رهيبة في دمشق، فأصبح الطالب يحتاج ثلاثة ساعات وأحيانا أربعة ليأتي من جرمانا إلى دمشق بعد أن كان يصل دوامه بأقل من نصف ساعة، سميرة طالبة الرقص التعبيري تخبرنا: “بجي مشي من ضاحية قدسيا معظم الأحيان لأنو 3 ساعات مشي أحسن من 4 وأنا راكبة سيارة”، إضافة إلى النزوح وازدحام الطرقات يعاني الطلاب أحيانا من إغلاق الطرقات النهائي مما يتسبب بانقطاع الطلاب عن بعض موادهم التي لا تحتمل هذا الانقطاع.
طلاب تحت مجهر الأمن
فوق أعبائهم الحياتية ونزوحهم، يعد طلاب المعهدين وخاصة المسرحي من أكثر الطلاب معارضة للنظام، ويعد المعهد الهدف الجامعي الأول لمخبري الأمن، سعيد طالب دراسات مسرحية ومعتقل سابق يحدثنا عن تجربة اعتقاله: “جابو ملف المعهد وحطوه قدامي .. في خمس ورقات تقريبا لكل طالب بالمعهد يا لطيف هالمعهد شو مخترق”، وما يجعل الحديث عن المعهد اليوم ضروريا أنهم وضعوا على أبوابه وضمن حرمه عساكرا من قوات النظام تخترق نظارتهم أجساد الطالبات، وينهي منظر سلاحهم كل مظاهر الإبداع والحيوية التي تميز المعهدين. تكشف طالبة موسيقى أهلها على علاقة بالأمن: ” المعهد مخردق عواينية .. بين كل طالبين صار في عوايني”.
وعلى الرغم من كل الأذى البصري الذي يشكله العسكر في حرم المعهد، ربما لحراسة تمثال الأسد الأب، إلا أن الطلاب يصرون إلى اليوم على الاستمرار في إبداعهم منتظرين سوريا أكثر حرية وإبداع.