العراق ، 02 نوفمبر 2013 ، رويترز

طالب زعماء عشائر في العراق أن توفر لهم المشاريع النفطية الجديدة حياة رغيدة تنسيهم فقرا شديدا عاشوه في السنوات الماضية.
وباتت التطلعات مرتفعة بين أهل عشيرة الامارة البالغ عددهم 150 ألف نسمة والذين يعيشون حول حقل غرب القرنة 2 ثاني أكبر حقل نفطي غير مستغل في العالم والذي تسعى  شركة لوك أويل الروسية  لشغيله.
وتبلغ تكلفة المشروع 30 مليار دولار ويمثل أهمية كبيرة لجهود زيادة إنتاج النفط العراقي.

جلس الشيخ قحطان حامد الامارة ممسكا مسبحته يحدق ناحية مشروع نفطي كبير بالطريق المؤدية إلى قريته أوشكت أعمال الإنشاء به على الاكتمال وكله أمل أن توفر شركة لوك أويل الروسية المشغلة للمشروع لأبناء عشيرته الفقراء حياة أفضل من خلاله.

وباتت التطلعات مرتفعة بين أهل العشيرة البالغ عددهم 150 ألف نسمة والذين يعيشون حول حقل غرب القرنة 2 ثاني أكبر حقل نفطي غير مستغل في العالم بعد معاناة عشرات السنين من العقوبات الاقتصادية وحروب آخرها احتلال العراق بقيادة أمريكية بين عامي 2003 و2011.

وأصبح التعايش بين العشيرة والشركة غير يسير بعدما أجج وصول الشركة قبل عامين خلافات قبلية عطلت موعد المشروع لأكثر من سنة حتى بداية 2014

وتبلغ تكلفة المشروع 30 مليار دولار ويمثل أهمية كبيرة لجهود زيادة إنتاج النفط العراقي.

وذكر الشيخ قحطان أن وصول الشركة الروسية إلى جوار القرية أحدث تغيرا جذريا في أسلوب معيشة أبناء العشيرة.

وقال بينما كان يحتسي الشاي مع أعيان العشيرة داخل دار متواضعة في قريته التي تبعد 65 كيلومترا إلى الشمال الغربي من مدينة البصرة في جنوب العراق “لا أسماك بقت.. ‭‭‬‬‬لا أكو طير ‭‭‬‬‬قام ييجي. احنا كل سنة من شهر 12 إلى الشهر الثاني نطلع صيد ومتعلمين على الصيد. ‭‭‬‬‬هسة ‭‭‬‬‬ماكو. ‭‭‬‬‬هسة شوفه بس مجرد صناعة النفط دخلت بس أضوية (إنارة)‭‭‭‬‬.. ‭‭‬‬‬بهرجة نعم.. ‭‭‬‬‬أضوية صارت ‭‭‬‬‬أنا وياك.. ‭‭‬‬‬تغيرت المعالم بس مو نحو الأفضل‭‭‭‬‬. ‭‭‬‬‬لحد الآن نسمع بالنفط ‭‭‬‬‬بس ما شايفين خيره.”

ويقول أعيان الامارة إن على شركة لوك أويل أن تبذل المزيد من الجهد من أجل العشيرة التي تعيش على أطراف الأهوار حيث تنتشر البيوت الطينية المتواضعة وقنوات المياه الراكدة والنخيل في أميال من الأراضي غير المعمورة.

وقال الشيخ قحطان “‭‭‬‬‬يعني ما جاي ‭‭‬‬‬يعينون كادر كافي من المنطقة عمالة. ‭‭‬‬‬منطقة بسيطة. ‭‭‬‬‬هم صح‭‭‭‬‬.. ‭‭‬‬‬أنا واثق.. هم يعانون من العامل مال ‭‭‬‬‬هذه المنطقة‭‭‭‬‬. ‭‭‬‬‬عامل هذه المنطقة ما شايف شركات بحياته.. ‭‭‬‬‬بحياته ما مشتغل هيج.”

والمشكلة الرئيسية التي تواجهها الشركة فيما يخص فرص العمل والتي يقر بها شيوخ العشيرة عي أن إهمال المنطقة جيلا كامل ترك الكثير من أبنائها بلا تعليم.

وقال الشيخ قحطان “‭‭‬‬‬أنا اللي أطلبه من عندهم بس ‭‭‬‬‬مقترح بسيط ويا ريت يوصل لهم. ‭‭‬‬‬أول شيء دربه.. ‭‭‬‬‬هذا ما شايف الشركة وما عامل من قبل. ‭‭‬‬‬يشتغل زراعة‭‭‭‬‬.. ‭‭‬‬‬يشتغل بالصيد.. ‭‭‬‬‬بالحلال (تربية الأغنام).. ‭‭‬‬‬هذه عيشتهم. بس اللي يشتغل عامل هذه أول مرة عليه وطريقة التعامل بينه و بين المهندس وبينه وبين مسؤول الحفر أو التيم (فريق العمل).. ما جاي يفتهم. ‭‭‬‬‬فأنا شنو اللي أقترحه عليهم يقعدونه أولا ينطوهم دروس.. ‭‭‬‬‬يعطيه تأهيل إلى هذه الشغلة مو ‭‭‬‬‬يجيبه رأسا يعينه. اأحنا مو بس.. ‭‭‬‬‬حتى أقلها يعطيه حرفة.”

‭‭ ‬‬وتقول لوك أويل إنها فعلت ذلك بالفعل منذ عام 2011 في مركز التدريب التابع لها الذي يستوعب ما يصل إلى 350 متدربا.

وذكرت الشركة أن مئات من عمال اللحام والنجارة والكهرباء والميكانيكا والحفر المحليين أصبحوا مؤهلين تأهيلا عاليا.

‭‭ ‬‬ويعمل في حقل غرب القرنة 2 الآن زهاء 11 ألف عامل تقول الشركة إن أكثر من 65 في المئة منهم عراقيون.

‭‭ ‬‬لكن أبناء العشيرة قالوا إنهم لا يرون تغيرا يذكر.

وقال الشيخ منصور حمد الامارة “‭‭‬‬‬تغيير بسيط.. ‭‭‬‬‬تغيير بسيط وليس بالتغيير الجوهري. ‭‭‬‬‬تغيير جدا بسيط لأن بعض البطالة اللي موجودين من الشباب اشتغلوا لكن أيضا بأجر يومي من الساعة السادسة صباحا حتى الساعة السادسة مساء.. 12 ‭‭‬‬‬ساعة.”

وفيما يخص البنية التحتية ثمة حدود لما تستطيع لوك أويل أن تفعله لتخفيف الأضرار التي خلفتها العقوبات الدولية على مدار أكثر من عشر سنوات بعدما احتل العراق الكويت عام 1990 فضلا عن الأضرار التي ألحقها صدام حسين بالمنطقة حين اتهم عرب الأهوار بالخيانة خلال حربه مع إيران بين عامي 1980 و1988 وحبس المياه عن الأهوار.

وتقول الشركة إنها تبحث عن طرق جديدة لتوظيف العمالة المحلية.

وقال ابراهيم المالكي مدير الأمن في شركة نفط الجنوب الشريك الحكومي في مشروع غرب القرنة 2 “‭‭‬‬‬المشاريع موجودة على أرض الواقع ومنفذة وتميزت بها شركة لوك أويل عن باقي الشركات بتنفيذ مشاريع اجتماعية ولا زالت مستمرة سنويا. لديها برنامج والبرنامج يأخذ من الحكومة المحلية.”

وسعت العشيرة للاحتفاظ بعلاقات طيبة مع شركة لوك أويل. وقام شيوخها بتسوية نزاع كبير في أبريل نيسان بعدما تظاهر المئات وأغلقوا المدخل الرئيسي لحقل النفط مطالبين بفرص عمل.

وقال المالكي “‭‭‬‬‬أغلب الشيوخ وخاصة عشيرة الامارة من اللي كانوا ضد هذه المظاهرات ودعموا شركة لوك أويل باستمرار بعملها. والأن يوجد تحسن‭‭‭‬‬.. ‭‭‬‬‬يعني أنتم لو تدققون في الموضوع يوجد تحسن بالوضع الاقتصادي لأغلب المناطق المحيطة بالحقل.”

وتتجاوز إحباطات شبان القبيلة الذين انخرطوا في لعب البلياردو داخل مقهى محلي شركة لوك أويل إلى الحكومة المركزية.

وقال حاتم كريم (26 عاما) الذي يعمل حدادا “‭‭‬‬‬الوظائف قليلة ويعني نادرا ما تلقى. ‭‭‬‬‬بكل عشيرة لو تلقى منها خمسة أو ستة نفرات اللي داوموا بالشركات.. وعقود مو وظائف دائمة.. ‭‭‬‬‬عقد أربعة أشهر أو خمسة أشهر وطردونا. ‭‭‬‬‬أنا ما داومت. ‭‭‬‬‬أكو ناس داومت.. بواسطات.. بفلوس.. خمس ورقات.. عشر ورقات.”‭‭‬‬‬

وأضاف “‭‭‬‬‬دا اتألم ليش.. لأن العراق جاي يصدر مليونين ونصف برميل باليوم وأنا حالتي بالضيم. لا عيشة مثل ما ‭‭‬‬‬تقول ‭‭‬‬‬مضبوطة.. لا مرتاحين ولا شايفين متنزهات نتنفس بها.”

ويقع حقل القرنة 2 تحت مزارع عشيرة الامارة وربما يخشى أهلها من احتمال إخراجهم من أراضيهم بسبب عمليات الحفر. وقالت شركة نفط الجنوب إنها دفعت 30 مليون دولار تعويضات لأكثر من 800 مزارع.

وتستخدم لوك أويل تقنيات الحفر الأفقي لتجنب إخراج الناس في أراضيهم.

ومن المتوقع أن يبدأ الإنتاج التجاري من الحقل العملاق في مطلع العام المقبل بواقع 150 ألف برميل يوميا وثمة خطة للوصول إلى 1.2 مليون برميل يوميا.

خدمة الشرق الأوسط التلفزيونية