ريف حلب، سوريا، 2 نوفمبر، (خاص أخبار الآن)

أعلن عن سقوط مدينة السفيرة الاستراتيجية في الريف الحلبي والّتي تعد خط إمداد رئيس واستراتيجي لمعامل الدفاع، التي تعد المخزون الأكبر للسلاح وتصنيعه للنظام السوري، وبسيطرة النظام على مدينة السفيرة التي أرسل مقاتلوها عشرات نداءات الإستغاثة دون أن يلبي النداء أحد، فالمعارك تشتد بين “داعش” من جهة ومن تصفهم بالمرتدين والفاسدين وعملاء الأمريكان من جهة أخرى.

ووفقاً لقادة ميدانين في الجيش الحر لـ”أخبار الآن” فإن “داعش” تهدف لإضعاف الجبهات على الأرض من أجل ظهورها بمظهر المخلص، وهذا ما سعت إليه في السفيرة من خلال إعلانها عن عملية نوعية قبل يوم من السقوط وادعت فيها القضاء على أكثر من مئتي عنصر من قوات النظام وتدمير دبابتهم، الأمر الذي اتضح زيفه بسقوط السفيرة مع تأكيد النشطاء هناك على سيطرة قوات النظام ونزوح السكان منها وانسحاب المقاتلين تحت مسميات عديدة من أبرزها الانسحاب التكتيكي لايهام العدو بالضعف وشن الهجمات المضادة لكن دون جدوى ودون فاعلية في نظر المطلعين على الوضع في حلب.

كما يُذكر أحد الثّوار خلال حديثه لـ “أخبار الآن” بخسارتهم لبلدة خناصر الاستراتيجية، والّتي خلصت النظام من جفاف كبير في الموارد، بينما كانت “داعش” تقاتل وتشتبك مع من تُسميهم عملاء الأمريكان “عاصفة الشّمال”، بالإضافة للاقتتال مع “حلف الفضول” في نفس الوقت بقيادة الشيخ “صلاح حبلص” قبل أن تبرم اتفقاً معه تعهد فيه الأخير بعدم محاربتها تحت أي ظرف.

ويأتي ضمن سياق الهزائم المنكفات والاقتتال بين الفصائل المقاتلة على الأرض، وكان آخرها وليس أخيرها، مهاجمة “داعش” مقرات لواء شهداء بدر في حلب بقيادة “خالد حياني” والاستيلاء عليها، وأسر عدد من مقاتليها تحت مسمى “اقتلاع الخبيث والانتصار للمظلومين”.

ويُصنف مراقبون محاربة عدد من الفصائل الثّورية للأكراد ضمن مجال إراحة النظام وجعل جبهاته “باردة” والانقضاض على تكوين إمارات حرب لزعماء شكليين ومحليين أنتجتهم الظروف، ودعمتهم قوات السلاح، الذي وفره لهم المال الدولي “الداعم” الذي قسّم صفوفهم أكثّر مما شدّ من أزرهم.

ويرى مراقبون وقادة عسكريون مطلعين على ما يجري على الأرض أن معارك التكفير والاتهام بالعمالة والارتهان للخارج ستكون محور صراع فصائل المعارضة المسلحة في سوريا، في الوقت الذي يستعيد فيه النظام السيطرة على كل منطقة يرى أنها استراتيجة له، ومؤثرة في نفوذه.

رغم قتامة المشهد على الأرض في سوريا، يرتفع صوت العم “أبو أحمد” الذي يعتبر من أوائل من هتف للحرية في مدينة إدلب، وصدح باسم الحرية والكرامة بالقول لـ “أخبار الآن” :”لن تنتصر ثورتنا بدعم دولي، أو مؤتمرات للسلام، لكنها ستنتصر بقوة إرادة الحياة على من يحب لنا الموت، ورفع الظلم عن هذا الشعب المسكين”.