حلب , سوريا , 30 اكتوبر 2013, وكالات
تحتل آثارُ الخراب مدينة َحلب التي تقعُ شماَل سوريا في كل مكان ٍإثر َالاشتباكاتِ الراهنة، ولم تنج منه حتى الحدائق العامة، إذ دمر القصف المتنزهاتِ العامة في المدينة وقُطعت أشجارها ليُحرق خشبُها للتدفئة في ظل نقص الوقود.
وحسبما نقل تقرير مصور لوكالة «رويترز»، حديقةُ جسر الحاج باتت مهجورة ً إلا من بضعةِ صبية يجلسون على مقاعد انتُزع منها الخشبُ لاستخدامِه وقودا مثلما قُطعت جذوع الأشجار.
ولا يختلفُ الأمر كثيرا في حديقةِ السكري التي باتت تضمُ أيضا قبورا لبعض ِضحايا ما يجري في سوريا . ولكن أهالي حي السكري تعاونوا مع مجلس الحي في ترميم جزء من الحديقة وتزويده ببعض الألعاب ليصبح متنزها ترفيهيا للصغار.
كما استضافت الحديقة في منتصف شهر أكتوبر تشرين الأول مهرجانا للأطفال بعنوان (فسحة أمل) شمل فقرات ترفيهية ومسابقات وألعابا.
وقال أبو أحمد من مجلس حي السكري في حلب “هنا في مجلس حي السكري قمنا بتأهيل هذه الحديقة وحافظنا عليها بعدما تحولت أكثر حدائق حلب لمقابر والقصف والتدمير كل الحدائق. الحمد لله فيه تعاون مع إحدى الجمعيات أعدنا تأهيل هذه الحديقة وتصليح ألعاب الأطفال وعملنا قهوة وهدايا وألعاب والحمد لله الأولاد جدا سعيدين.”
وشهدت الحديقة خلال عيد الأضحى إقبالا كبيرا من أهالي الحي الذين اصطحبوا أطفالهم لقضاء بعض الوقت في اللعب.
يواجه الأطفال الذين ما زالوا في الداخل السوري، ظروفًا نفسية صعبة كافتقاد ذويهم، الذين غيب بعضهم الموت، أو وقوعهم تحت ظروف معيشية واجتماعية قاسية، وخصوصًا في المناطق المحررة الخاضعة لسيطرة الجيش الحر، حيث تبقى أصوات القصف وأخبار القنص والقتل هي اللغة الطاغية في عالم يتحكم به الكبار.
وانطلاقًا من أن الأطفال هم جيل الغد وبناته الحقيقيون، قامت مجموعة المغتربين الحلبية «فسحة أمل» وبمبادرة تطوعية لإعادة تأهيل حديقة السكري في المناطق المحررة بمساحتها التي تبلغ 30 ألف متر مربع، في محاولة لإعادة رسم الفرحة على وجوه الأطفال، ليكون المشروع الأول من نوعه الذي يهتم بالأطفال في حلب المحررة، ليجيء حفل عيد الأضحى ويكون بهجة للأطفال، ويدًا ترسم الضحكة على وجوههم.