دمشق، سوريا، 29 أكتوبر، (سيف الدين محمد، أخبار الآن)

أنتجت ظاهرة هجرة الأعداد الكبيرة من السوريين إلى الخارج بعد أن انقطعت بهم أسباب الحياة فيها، إلى وجود شكل جديد من أشكال القهر اليومي بالنسبة للمواطن وذلك عن طريق مكاتب تحويل الأموال إلى مكاتب يسيطر عليها جهاز الأمن والقائمين عليها المتلاعبين بأموال الناس.

مكاتب للربح .. والاحتيال

منع النظام السوري منذ أكثر من ستة أشهر مكاتب التحويل والمصارف كافة التي يتم من خلالها إرسال الأبناء لذويهم من مصاريف شهرية بعد الانهيار الاقتصادي ووصول معدل المواطنين تحت حد الفقر إلى النصف.
وبقيت شركات التحويل المحلية بين المحافظات وشركة واحدة للتحويل من وإلى سوريا وهي شركة (ويسترن يونيون) وفروعها في دمشق.
يقوم عمل هذه المكاتب على التلاعب بسعر الدولار، فالحوالة المالية يتم استلامها بالليرة السورية حسب سعر صرف المصرف المركزي. ومع ذلك فإن انقطاع الشبكة أو توقفها وهي الحجة الدائمة لبطء عملية التسليم تخفي وراءها انتظار هبوط سعر العملة الأجنبية في عملية مكاسب من فرق السعر وقت وصول الحوالة ووقت تسليمها.

أموال المواطن .. تسوّل استلامها

ما يلفت الانتباه في عمل هذه المكاتب هو تعامل الموظفين مع أصحاب الحوالات وكأنهم متسولون ينتظرون معونة. يقول “أبو سمير” من سكان ريف دمشق أنه: “يضطر إلى الوقوف أكثر من 7 ساعات دون أن يأتي دوره في استلام الحوالة”.
ولا يتوقف الحد عند ذلك، فلكي تستلم نقودك المحولة من الخارج عليك أن تكون في المكتب منذ الساعة السادسة حتى تسجل رقماً لاسمك وإن تجاوز الرقم الخمسين فلا داعي للمراجعة بسبب عدم الاكتراث من الموظفين وعم تسهيل عملية التسليم. وعلى هذا يقول أحد الشباب: “حاسس حالي بالعسكرية .. شوي وبيقولولنا زاحفاً”.

مجتمع من المقهورين ..

تشكل أمام المكاتب مجتمع متنوع ينتظر الأموال القليلة، يجمعهم الانتظار اليومي، فهناك من ينتظر المال لعلاج فرد من العائلة، أو لدفع أجرة بيت، أو مصروف يومي لعائلة كبيرة.
وحين تصدر أصوات متذمرة على وضع الذل الذي يعانونه فلا سبيل من إدارة المكتب من استدعاء رجال الأمن، المنتشرين في كل متر من المدينة، فتبدأ سلسلة من السباب والشتائم المهينة وتصل إلى حال إبعاد الناس بالضرب.