نواكشوط،موريتانيا،صحارى ميديا، اخبار الآن-
تنتشر عمالة الاطفال في موريتانيا بشكل كبير،حيث تشير إحصائيات إلى أن القصر يمثلون نسبة اربعة عشر في المئة من مجموع العمالة في البلاد.
ويعمل أغلب هؤلاء الأطفال في مهن شاقة وخطرة بورشات النجارة والميكانيكا، ليعيلوا أسرهم الفقيرة مما يجنونه من هذه المهن.
لا يختلف هذا اليوم في حياة عثمان ذي العشرة اعواما عن ماضي أيامه منذ التحاقه قبل أربع سنوات بورشة إصلاح السيارات مساعد ميكانيكي.
بعيدا عن مقاعد الدراسة يتنقل في يوم عمل يتجاوز أحيانا أربع عشرة ساعة من سيارة لأخرى عونا لرب العمل في معالجة الأعطال لقاء أقل من دولار في اليوم.
يقول الطفل عثمان أتقاضى 400 أوقية فقط أصرف منها 200 في التنقل من وإلى الورشة وأدفع الباقي لوالدتي لأساعدها.
عشرات الأطفال في ورشات وشوارع نواكشوط يمارسون مهنا مختلفة لا تناسب براءة سنهم ولا تستطيع بنياتهم الجسمية تحمل مشقتها، أغلبهم تحول في عمر الزهور إلى معيلي أسر مما يجنيه من دخل ضئيل نتيجة اليتم أو شدة الفاقة.
بيد أن جيوش العمالة الصغيرة باتت تولد مشكلات اجتماعية أخرى كجنوح القصر وانتشار استعمال المخدرات في صفوفهم.
يقول الدكتور” الحسين ولد بديدي ” استاذ علم الاجتماع في جامعة انواكشوط
دخول الأطفال في هذه السن سوق العمل قد يدفعهم الى الانحراف وارتكاب أمور مثل السرقة والتدخين وحتى الاتجار بالمخدرات،وبطبيعة الحال لذلك انعكاسات على المجتمع اخطرها أن هؤلاء سيكونون آباء في الغد ولأنهم لم يتلقوا التعليم،فسنواجه خطر نشأة اجيال أمية ومنحرفة.
يعمق مشكلة عمالة الأطفال في موريتانيا ارتباطها الوثيق بالفقر وبظواهر أخرى كالجريمة والتسرب المدرسي،ما يعني عدم جدوائية الحلول الجزئية معها، ويفرض وضع مقاربة شاملة اجتماعية واقتصادية وأمنية للحد من تفاقمها،ومن ثم معالجتها من جذورها.