دبي،27 اكتوبر 2013، رويترز

 يستغرب كثيرون الدعوات المتكررة التي يطلقها المبعوث الأممي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي لإشراك إيران في مفاوضات جنيف 2 المزمع عقدها لإيجاد حل للأزمة السورية. هذا الإستغراب والذي يصل إلى حد الإستهجان في كثير من الأحيان نابع من دور إيران في سوريا المساعد لنظام الأسد بمده بالأسلحة والمال وإرسال ألاف الجنود من الحرس الثوري الإيراني ومليشيات شيعية جمعتها طهران من عدة دول.
الإبراهيمي وفي تصريحات أخيرة أطلقها من إيران، قال إنه يعتقد إن مشاركة إيران في مؤتمر جنيف طبيعية وضرورية ومثمرة أيضاً أملاً في أن توجه الدعوة إليها للمشاركة في جنيف إثنين. تناسى الإبراهيمي وفقاً لمراقبين ألاف السوريين الذين قتلتهم مليشيات إيران وكيف أنها أصبحت شريكاً لنظام الأسد في حربه ضد الشعب.
الإئتلاف الوطني السوري وعلى لسان الناطق بإسمه لؤي صافي إستبعد موافقة الإئتلاف على الجلوس مع إيران على طاولة المفاوضات في جنيف2، قائلاً إنها جزء من المشكلة وليس من الحل.
وأكد الصافي أنها ليست المرة الأولى التي يصر الابراهيمي فيها على وجود إيران منذ إستلامه هذا الملف حتى الآن، وأضاف أن الائتلاف قدم للإبراهيمي عدة تصورات لنجاح المؤتمر ولكن لم يأت أي قرار واضح تجاه هذه التصورات، ولم يستطع الإبراهيمي حتى الآن الحصول على ضمانات حقيقية من جانب الأسد كفيلة بإنجاح المؤتمر الدولي للسلام في سوريا.
الكاتب السعودي طارق الحميد وفي مقالة أخيرة له يقول إن الإشكالية في دعوة إيران لمؤتمر جنيف 2 تعني أمرين؛ الأول أن طهران تجني ثمار إستثمارها بالأزمة السورية، من خلال الميليشيات الشيعية التي تقاتل هناك دفاعاً عن الأسد. والأمر الثاني هو أن دعوة إيران تعني إدراج سوريا في ملف المفاوضات النووية الدولية بين إيران والمجتمع الدولي، مما يعني تسويفا للأزمة السورية، وتعزيزا للموقف الإيراني في المفاوضات النووية من دون وجه حق وفقاً للحميد. هذا الجدل المتصاعد حول دعوة الإبراهيمي إشراك إيران في جنيف تأتي في الوقت الذي لا يزال فيه موعد إنعقاد هذا المؤتمر غامضاً، وفي الوقت الذي لا يزال الإئتلاف السوري يرفض المشاركة فيه من دون التعهد برحيل الأسد.

قال الدكتور فهد الشليمي رئيس المنتدى الخليجي للأمن و السلام من الكويت ان الحلول الأممية دائما ضبابية وتحاول ارضاء جميع الأطراف ولكن في بعض الحالالت لا تستطيع ان ترضي جميع الأطراف ولا بد من فرض قرارات تحت الفصل السابع الذي ينص على استخدام القوة والدبلوماسيون في المدارس القديمة يعاملون النزاعات الأهلية كأنها نزاع سياسي ولكن بعد الربيع العربي انتهت هذه النظريات وأعتقد ان الفكر السياسي الدولي بالنسبة للتعامل مع هذه النظريات لا بد ان يطور فالتدخل الإيراني في سوريا واضح تماما وشاهدناه كثيرا , والتدخل في العراق وسوريا وهي تدعم النظام بأشكال كافة والأمم المتحدة تريد ان تشرك ايران في منظومة نزع الأسلحة ومكافاتها بالكشاركة في مؤتمر جنيف 2 وهو ما قد يؤمن لها الحماية المستقبيلة  وتشكل درع للنظام السوري .

وأضاف الشليمي ان الإيرانيين يقومون بتجميل مواقفهم الان استعدادا لجنيف 2  و يحصلون على المصداقية وبدأت ايران بمسح الشعارات المعادية لأمريكا والتعاون الشكلي مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية والتصريحات الهادئة كل هذا التمهيد لتدخل في مؤتمر جنيف اثنان وتدافع عن النظام السوري تبقى درعا له