تونس ، 25 أكتوبر 2013 ، ا ف ب
في تونس ، بدأت حركة النهضة والمعارضة محادثات اليوم لتشكيل حكومة تسيير أعمال والإعداد لانتخابات في إطار عملية يمكن أن تنهي حالة الجمود السياسي المستمرة منذ عدة اشهر.
ووافق حزب حركة النهضة على استقالة الحكومة في نهاية محادثات تستمر ثلاثة اسابيع للاتفاق على تشكيل حكومة غير حزبية تدير البلاد لحين إجراء انتخابات. كما يحدد الجانبان موعدا للانتخابات ويتفقان على تشكيل لجنة انتخابية.
وكانت تكتلات معارضة كبرى في تونس أكدت إصرارها على صدور تعهد واضح ومكتوب من جانب الحكومة بالاستقالة قبل البدء في الحوار الوطني المقرر اليوم لحل الأزمة السياسية التي تعصف بالبلاد.
وقالت الهيئة السياسية لجبهة الانقاذ الوطني انها قررت تعليق مشاركة كافة مكونات الجبهة الى حين استقالة الحكومة وفق ما تنص عليه خارطة الطريق .
وبحسب نص هذه الخارطة، سيتم خلال الجلسة الاولى للمفاوضات “الإعلان عن القبول بتشكيل حكومة كفاءات ترأسها شخصية وطنية مستقلة لا يترشح أعضاؤها للانتخابات القادمة تحلُّ محلّ الحكومة الحالية التي تتعهد بتقديم استقالتها في أجل أقصاه ثلاثة أسابيع من تاريخ الجلسة الأولى للحوار الوطني”.
إلى ذلك، أكدت مصادر أمنية سقوط قتيل، و3 جرحى على الأقل في حالة حرجة، وتوقيف 3 أشخاص، في تبادل إطلاق نار بين الأمن وعناصر مسلحة في حي النصر بتونس العاصمة.
وتعهد العريض عبر التلفزيون الوطني مساء الخميس “بالاستقالة” في هذه المهل “شرط” ان يؤدي الحوار الوطني الى قانون انتخابي وجدول زمني للانتخابات المقبلة.
وتعهد العريض الاربعاء “بمبدا التخلي او تخلي الحكومة” في اطار خارطة طريق المفاوضات. وقال “نجدد اليوم تعهدنا بمبدأ التخلي او تخلي الحكومة في اطار تلازم وتكامل مختلف المراحل التي حددتها خارطة الطريق”.
واضاف “نحن لا نرضخ لاحد بل للمصلحة العليا للوطن”.
وقال المنجي اللوز احد المعارضين المفوضين للنظر في مخطوط رئيس الوزراء لفرانس برس “شخصيا اظن ان الالتزام الخطي يلبي طلب جبهة الانقاذ الوطني وبامكان الحوار ان يبدأ”.
ولم يصدر اي رد فعل على هذه التصريحات عن المعارضة التي تجمع احزابا من وسط اليمين الى اقصى اليسار حتى الساعة.
وتنص خارطة الطريق على ان يتم خلال الجلسة الاولى من المباحثات “الإعلان عن القبول بتشكيل حكومة كفاءات ترأسها شخصية وطنية مستقلة لا يترشح أعضاؤها للانتخابات القادمة تحلُّ محلّ الحكومة الحالية التي تتعهد بتقديم استقالتها (…) في أجل أقصاه ثلاثة أسابيع من تاريخ الجلسة الأولى للحوار الوطني”.
ويأتي الغموض حول بداية الحوار الوطني في خضم ازمة امنية تضاعفت خلالها هجمات الاسلاميين المسلحين.
واعلن الحداد ثلاثة ايام في تونس الخميس اثر مقتل ستة من عناصر الحرس والطني وشرطي في حادثين منفصلين.
وفي دلالة على توتر الاجواء اصاب شرطيون بالرصاص شابا ثملا حاول مع اصدقائه اقتحام حاجز شرطة بسيارته وفق ما افادت وزارة الداخلية.
وقالت الوزارة في بيان ان رجلا جرح وادخل المستشفى واوقف ثلاثة آخرون في تونس بعد رفضهم التوقف بسيارتهم بامر من الشرطة وانه “تم الاشتباه في سيارة على متنها مجموعة من الأشخاص بجهة حي النصر، تمت الإشارة على سائقها بالتوقف الا انه لم يمتثل لأربع دوريات متتابعة، مما اُضطر الوحدات الأمنية إلى إقامة حاجز بالسيارات وإيقاف الوسيلة المشتبه بها”.
واضاف البيان انه “خلال عملية انزال السائق ابدى استعصاء وحاول افتكاك سلاح احد الاعوان مما تسبب في خروج طلق ناري اصاب السائق وتمّ نقله لتلقي الاسعافات”.
ودعت الوزارة كل الاشخاص الذين يستعملون وسيلة نقل الى الامتثال لاوامر قوات الامن.
وشهد تشييع جنازة عناصر الحرس والشرطي الخميس اعمال عنف استهدفت مكاتب حركة النهضة في شمال غرب تونس واسفرت المواجهات عن سقوط خمسة جرحى.
وتتهم المعارضة الاسلاميين بالتهاون في قمع التيار السلفي والعجز على الصعيد الامني.
بينما تؤكد السلطات انها تخوض “حربا ضد الارهاب” الامر الذي يتسبب، على حد قولها في سقوط خسائر.
وتشهد تونس أزمة سياسية حادة منذ اغتيال المعارض محمد البراهمي في 25 تموز/يوليو 2013 وقتل جماعات سلفية مسلحة عناصر من الجيش والشرطة.
أرسل علي العريض رئيس الحكومة المؤقتة اليوم الجمعة 25 أكتوبر 2013، وثيقة لحسين العباسي الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل، تضمنت تعهدا كتابيا منه باستقالة حكومته وفقا للآجال الواردة في خارطة الطريق.
يذكر أن الجلسة الأولى للحوار الوطني انطلقت رسميا اليوم بعد تعهد كل من رئيس الحكومة بالاستقالة والنواب المنسحبين بالعودة للمجلس الوطني التأسيسي.