دير الزور، سوريا، 24 أكتوبر، (يامن الحكيم، أخبار الآن )
في حلقة جديدة من إستهداف المعالم الأثرية في سوريا ، قامت قوات الأسد بتدمير عدد من معالم الحضارة في مدينة ديرالزور على رأسها الجسر المعلق ثاني أقدم الجسور المعلقة في العالم في محاولة من النظام لتقسيم سوريا وطمس هويتها وتاريخها .
تاريخ في ذمة التاريخ ، هو حال دير الزور هذه الأيام ، ما كان شاهدا على الحضارة والثقافة والتاريخ ، صار اثرا بعد عين في عمل ممنهج يخلو من العشوائية ، تستمر قوات النظام باستهداف معالم المدينة الاثرية رصاصا وقذائف .
السوق المقبي أحد أهم وأقدم أسواق المدينة ، قُصِفَ وحُرِقَ مرات عدة دون أي سبب يذكر ، كذلك هو حال متحف دير الزور القديم الذي تعرض للقصف والسرقة ، فلم يبق فيه إلا غرف خاوية ، كانت تحتضن حضارة وآثارا تعود لآلاف السنين .
تكية الراوي هي الاخرى أضحت مجرد حطام ، تلك التي كانت تقام فيها طقوس صوفية ، وكانت مركزا لنشر ثقافة السلام في المدينة ، كنيسة الشهداء الأرمن والتي تحتضن جزءا كبيرا من التراث الارمني قصفت أيضا بشتى أنواع القذائف وأصبح الدمار فيها سمة للمكان .
يقول أيهم الطه الناشط الإعلامي : “ما يحدث في دير الزور هو جزء مما يحدث في سوريا ، بشكل عام هي محاولة من النظام السوري لتدمير الهوية السورية ، لتدمير تاريخ سوريا ، محاولة بائسة من هذا النظام قبل خروجه لمسح كل معالم الحضارة والوطنية في سوريا ، وهي جزء من محاولة النظام لتقسيم سوريا وطمس هويتها وتاريخها وهويتها ، ولكنها إن شاء الله ستكون محاولة بائسة وستبوء بالفشل” .
الجسر المعلق أهم معالم دير الزور ورمز المدينة الحضاري وثاني أقدم الجسور المعلقة في العالم ، بناه الاحتلال الفرنسي وبقي حتى اليوم الذي أحاله فيه قصف النظام إلى جسر مقطع الاوصال.
يضيف الطه: “التاريخ السوري اليوم في خطر الجزء الموجود من التراث الانساني والحضارة الانسانية الموجود في سوريا وفي دير الزور بالخصوص هو في خطر ، اتمنى من اليونيسكو والمنظمات العالمية للثقافة من المنظمات الدولية أن تنتبه وتحذر من خطورة مسح التاريخ السوري لانه اليوم ينهب لانه اليوم يسرق لانه اليوم يدمر بشكل منهجي” .
كل هذا التدمير والاستهداف الممنهج لمعالم المدينة الاثرية جعل من دير الزور مدينة مجهولة الهوية يتحسر أهلها على ما آلت إليه أمور مدينتهم.
المتحدث : أيهم الطه – ناشط إعلامي