ريف دمشق، سوريا، 24 أكتوبر، (جابر المر، أخبار الآن)

على الرغم من ارتكابه لأعنف المجازر وقع النظام هدنة مع أهالي قدسيا والهامة والتل حيث يمتنع الثوار من الخروج منها ويمتنع النظام عن قصفها ودخولها حيث لم يجد حلا بعد كل ما صنع، لكنه يعود مع بداية عيد الفطر ليحاصر هذه المناطق مانعا عنها خدمات البلدية والفرن حيث يمنع دخول الطحين، وحتى الخضراوات.

اللجان الشعبية وكثرة حالات الاختطاف

على الرغم من أن مدينتي قدسيا والهامة التزمتا شروط الهدنة الموقعة، إلا أن اللجان الشعبية التابعة للنظام والمنتشرة في أحياء صغيرة من قدسيا تخضع لسيطرة النظام كانت منذ بدء الهدنة تقوم بحالات خطف عشوائية لأبناء هذه المناطق والمهجرين إليها، وتطلب بالمقابل مبالغ مالية طائلة أو يبقى مصير المخطوف مجهولا في حين عدم رضوخ الأهل للشروط، أما إذا رد الجيش الحر عليهم بالمثل وخطف أحد عناصرهم، فإن النظام سيصب حمم الجحيم من مدافعه على هذه البلدات، وما عقّد الصورة في الآونة الأخيرة أن عنصرين من اللجان دخلا إلى منطقة الهامة وحاولا خطف فتاة كانت مع والدها، فأرداهما الجيش الحر قتلى، ما دفع النظام ليصب غضبه صباح عيد الأضحى في هذه المناطق عبر بعض القذائف.

إشاعات حول مطالب جديدة أو الموت جوعا

كلما حدث خرق للهدنة من طرف النظام يصعد وجهاء هذه المناطق إلى المعسكرات أو ضباط الأمن المسؤولين عن قصفها في محاولة أخرى لوقف الدم، ومع إغلاق النظام الطرق المؤدية إلى دمشق من هذه المناطق تذرع النظام بمطالب كثيرة في كل مرة جلسوا للتفاوض، فمرة طلب أن يرفع علم النظام على المدارس التي لا يرفع عليها اليوم أية أعلام، مع وضع صور لبشار الأسد فيها، ومرة يطلب بأن يسلم العناصر الذين قتلوا الشابين الذين حاولا اختطاف الفتاة سلاحهم ويوقعوا تعهدا بعدم العودة إليه، لكن عناصر الجيش الحر لا تضمن الذهاب إليهم والعودة سالمين، وآخر الأمر بات يريد من كل الجيش الحر تسليم سلاحه أو أن تموت المنطقة جوعا.

المشكلة أعقد من خلاف مع الهامة وقدسيا فقط

يعتقد معظم أبناء المنطقة أن المشكلة الرئيسية للنظام اليوم هي فيما لو دخل عناصر حزب الله والذي تواردت أنباء عن أنهم يتجهزون لدخول منطقة القلمون القريبة، ويخشى النظام إن دخلت عناصر حزب الله التي يبلغ عددها خمسة عشر ألف مقاتل أن يخرج الجيش الحر من هذه المناطق باتجاه العاصمة، لذلك عزلوا الريف عن المدينة في محاولة لتأمينها ورأوا أنه من الأجدى التذرع بحجج واهية أمام سكان هذه المناطق لنقض الهدنة، أما عن مسألة التجويع المرتبطة بالحصار فيقول مؤمن: “القصة مرتبطة بأخلاق الحاجز .. وانتقام من أهل الهامة وقدسيا عميعملوه اللجان، وما بظن في أوامر بالتجويع” بينما يرى أسعد أن: “النظام مستحيل ما يكون عندو خبر بإنو حاجز اللجان قبل مفرق قدسيا بيمنع دخول الخبز، وهو بين بدو يأمن الشام، وبين بدو يموتنا جوع” ويسخر الحاج سليمان “أسهل حل بالنسبة للنظام يموتنا جوع .. هالحل لابدو كيماوي، ولا بدو سلاح من أساسو.. بيكفيه حاجز واحد”.

ليس لدى سكان هذه المناطق إلا الصبر والانتظار .. بينما باتت المحلات وخاصة محلات الخضراوات والأغذية تغلق أبوابها لعدم توفر ما تبيعه، ويبقى الأمل لدى السكان بأن تعود الهدنة إلى هذه المناطق ومعها الخدمات الرئيسية.