بنغازي، ليبيا،24 اكتوبر 2013، وكالات –
مرت الذكرى الثانية للإطاحة بالقذافي،باحتفالات محدودة في كثيرٍ من المدن الليبية، على غير المتوقع ومنها بنغازي، شرقيَ البلاد.
هذا الأمر أرجعه عددٌ من المسؤولين والمراقبين إلى عدم رضا كثير من المواطنين عن أوضاع البلاد حاليا جراء الوضع الأمني ، واستمرار الأزمات السياسية.
مدينة بنغازي “شرقي ليبيا” شهدت على استحياء توافد العشرات من المواطنين إلى ساحة التحرير، بوسط المدينة، للتعبير عن فرحتهم برحيل القذافي الذي بات يعرف في ليبيا بـ”يوم التحرير”، لكن الوضع الأمني للمدينة والاغتيالات المتكررة التي تشهدها أدت إلى عزوف الآلاف منهم عن المشاركة في هذه الذكرى.
وحول أسباب عزوف الكثيرين عن المشاركة في هذه الاحتفالات، قال الكاتب الصحفي محمد المفتي، “لا يخفي على المتابع بعد عامين من التحرير وجود العديد من السلبيات، بينها الأوضاع الأمنية المتدهورة”.وفي السياق نفسه، أرجع عوض الصبيحي، عضو المجلس المحلي لمدينة بنغازي، عدم مشاركة الكثيرين في ذكرى التحرير إلى “عدم رضا الليبيين عن أوضاع البلاد في ظل استمرار تحديات كثيرة؛ أهمها: غياب الجيش والشرطة وبالتالي الأمن، واستمرار القيادة المركزية للدولة، وتأخر المصالحة الوطنية، وتواصل أزمة البطالة، والتعثر في عملية تصدير النفط، وعدم التمكن من بناء مجتمع مدني قوي، إضافة إلى ملف العلاقات الدولية التي لم تكن في المستوى”.
وفي ليبيا ايضا، قتل مجهولون ضابطا كبيرا في سلاح الجو الليبي في مدينة بنغازي صباح الخميس باطلاق عدة رصاصات عليه اثناء خروجه من منزله وتوجهه للعمل، وفق ما افاد متحدث امني.
وقال المتحدث الرسمي باسم غرفة العمليات الامنية المشتركة لتامين مدينة بنغازي العقيد عبدالله الزايدي لوكالة انباء فرانس برس ان “كبير المراقبين الجويين في قاعدة بنينا الجوية العقيد عادل خليل الطواحني، قتل صباح الخميس برصاص مجهولين عند خروجه من منزله في منطقة الحدائق في مدينة بنغازي”.
وفجر الاربعاء جرح ثلاثة افراد حراسة مكلفين بحماية البوابة الخارجية لثكنة كتيبة 17 فبراير في منطقة قاريونس بمدينة بنغازي اثر استهداف الثكنة باقاء حقيبة من المتفجرات، فيما قتل سجين سياسي سابق علي ايدي مجهولين في منطقة الماجوري في المدينة.
وقال الزايدي ان “مجهولين استهدفوا مقر كتيبة 17 فبراير بقاذف بالقاء حقيبة من المتفجرات على البوابة نجم على اثره اصابة ثلاثة افراد حراسة بينهم مصاب باصابات خطيرة”.
واضاف ان “سجينا سياسيا سابقا يدعى اسامة الفيتوري علي ايدي مجهولين في منطقة الماجوري في مدينة بنغازي بطلق ناري في الراس”.
وكان مسؤول امني بارز اعلن ان سرايا شهداء ليبيا التابعة للغرفة القت القبض ليل الاثنين على خلية ارهابية مؤيدة لنظام معمر القذافي المنهار ومرتزقة اجانب واعترفت بوقوفها على بعض عمليات الاغتيالات في المدينة.
وشهدت مدينة بنغازي انفلاتا امنيا واسعا منذ اعلان سقوط نظام معمر القذافي في تشرين الاول/اكتوبر الذي اطاحت به ثورة شعبية بدأت في 17 شباط/فبراير 2011.
وانعكس هذا الانفلات من خلال عمليات اغتيالات وتفجيرات استهدفت مباني حكومية ودبلوماسية بالاضافة الى شخصيات عسكرية وامنية وناشطة سياسيا واعلاميا، بلغ عددهم اكثر من 100 قتيل.
وتسعى السلطات الليبية لبسط الامن وخلق مؤسسات امنية وعسكرية محترفة قادرة على فرض قوة القانون في مختلف انحاء البلاد، لكنها فشلت في ذلك حتى الان.