حلب، سوريا، 23 أكتوبر، (فارس الفارس، خاص أخبار الآن)

أفاد مصدر طبي في مشّفى حلب الجامعي طلب عدم الكشف عن اسمه لـ “أخبار الآن” عن مراجعة آلاف المدنيين للمشفى جراء إصابتهم برصاص قناص النظام في معبر بستان القصر وحي الأعظمية من قبل قناص قصر الضيافة، ودوار الكرة الأرضية.

وأشار المصدر إلى خطورة الحالات التي تراجع المشفى، نتيجة إصابتها في العنق، وقرب القلب، ما يعني أن الحياة لم تعد مستمرة لعدد منهم، حيث يقدّر عدد الوفيات من المراجعين بحوالي 5 إلى 6 حالات يومياً.

كما تحدث المصدر عن تقديم الكادر الطبي في المشفى العلاج لمرضى السرطان في الشّمال السوري (حلب – إدلب) رغم تعرضهم في بعض الأحيان لعدد من المضايقات ممن وصفهم المصدر بشبيحة المشفى.

وكشف المصدر عن وجود شبكة من الطاقم الطبي في المشفى تتجسس على الأطباء فيه، وتقدم تقارير يومية عن عملهم إلى من تسميهم بالجهات المختصة، وقلل المصدر من أهميته، باعتبار أن الأطباء هم أو من أشعل شرارة الثورة في جامعة حلب، وساهموا في الاعتصامات والثورة ضد النظام، ما أدى الى اعتقال العشرات في صفوفهم، وإحراق 4 أطباء من قبل فرع الأمن الجوي بعد الاعتقال لعدة أشهر ورميهم على قارعة الطريق.

وفيما يتعلق بالعمل في المشّفى والضغوط التي قد يتعرض لها الأطباء، أوضح المصدر لـ “أخبار الآن”: “في السابق كان يتم التضييق علينا من قبل الأمن في المشفى والتواجد المكثّف له، لكن ونتيجة الاعتصامات والإضراب عن العمل تم ما سمي بشبه الاتفاق بانسحاب عناصر الأمن من المشفى، مقابل تعليق الأطباء عملهم والاستمرار بالعمل وهو ما حصل، حيث اقتصر التواجد الأمني على مخفر للشرطة كالسابق.

ونفى المصدر معالجة الشبيحة وقوات النظام في المشفى، مشيراً إلى أن معالجتهم تتم غالباً في المشفى العسكري والرزاي، بينما أغلب من يراجع المشفى هم من المدنيين، ولكن أحيانا نضطر لاستقبالهم إثر حصول تفجير كبير في المدينة أو قتلى وجرحى بأعداد كبيرة أثناء الاشتباك مع الثّوار، ومن أمثلة ذلك معركة خان العسل.

وتحدث المصدر عن تحسن الوضع في المشفى عن السابق، حيث كان يعد المشفى فندقا للنوم، ويتكفّل مرافقو المريض بجلب كافة الأدوية حتّى السيرومات، لكن حالياً الوضع أصبح أفضل بعض الشيء.

الجدير بالذكر أن مشفى حلب الجامعي شهد اضرابات متعددة منذ بدء الحركة الثّورية في البلاد، ما أدى لاعتقال عدد من طواقمه، منهم ما تم الإفراج عنهم، ومنهم من بقي مصيره مجهولاً، كالطبيب “وحيد العكيدي” الذي اعتقل مع زميله “عروة عابدين” في الـ18 من حزيران 2011 حيث تم إطلاق سراح الأخير فيما بقي مصير الأول مجهولاً حتى الآن.