بيروت, لبنان, 23 اكتوبر 2013, وكالات, أخبار الآن  

تسعى مؤسسة “أبعاد” وهي مؤسسة غيرَ حكومية في العاصمة اللبنانية بيروت لمساعدة الرجال في التحكم بانفعالاتهم, في محاولة لتغيير المعايير الاجتماعية التي تتسامح مع الممارسات العنيفة وتعتبرها سمة طبيعية للذكورة.

وتعنى هذه المؤسسة التي تأسست في يونيو حزيران الفين وأحد عشر بترسيخ المساواة بين الجنسين,
للعمل من أجل التنمية الاجتماعية والاقتصادية المستدامة من خلال تحقيق المساواة ما بين الذكر والأنثى, وحماية وتمكين الفئات المهمشة في المجتمع, خصوصا النساء.

في لبنان العديد من الجمعيات والمنظمات التي تدافع عن قضايا النساء وتطالب بحمايتهن من العنف الجنسي. لكن مركز الرجال بمؤسسة (أبعاد) يسعى لمساعدة الرجال الذين يستخدمون العنف مع النساء في محاولة لتغيير المعايير الاجتماعية التي تتسامح مع الممارسات العنيفة وتعتبرها سمة طبيعية للذكورة.

وقال روني أبو ضاهر أخصائي العلاج النفسي بمركز الرجال في مؤسسة أبعاد “مركز الرجال بمؤسسة أبعاد هو مركز مخصص للرجال يللي اليوم بسبب الضغوطات اللي عم بعيشوها بحياتهم سواء من مشاكل العلاقة بالعائلة.. مشاكل العلاقة بحياتهم المهنية أو بحياتهم الاجتماعية.. هم عم بيكونوا تحت هيدا الضغط.. عم يفقدوا السيطرة على حالهم وعم يضطروا بأنه يمكن من دون ما يقصدوا يكونوا عم يتصرفوا بطريقة عنيفة مع حالهم أو مع الناس اللي بيحبوهم. ورؤية مركز الرجال هي مستوحاة أيضا كمان من رؤية مؤسسة أبعاد اللي منشوف فيها مجتمع خالي من العنف.. مجتمع فيه الرجل والمرأة شركاء مع بعضهم وعم بيعيشوا بمساواة.”

وأضاف أبو ضاهر أن كثيرا من الرجال بتحول سلوكهم إلى العنف لثقل المسؤوليات المالية التي يتحملها.

وقال “منعرف اليوم الرجل هو المسؤول بشكل أساسي عن الوضع الاقتصادي تبع عائلته. ونحن اليوم بمرحلة بلبنان وأيضا عالميا.. فيه عندنا ضغوطات اقتصادية كثير كبيرة. فها الضغوطات هي بشكل أساسي على الرجل أكثر من المرأة. ومن ناحية ثانية كمان الظروف الأمنية تشكل ضغط على الرجل أكثر من المراة. ولأنه بعدنا كمان نقول الرجل هو المسؤول الأول عن أمن وحماية العائلة وبالتالي الرجال عم يحسوا كثير حالهم معنيين بها الأمور اللي نحن عم نحطها بها الحملة الإعلامية.”

وأطلق مركز الرجال في مؤسسة (أبعاد) حملة إعلامية وإعلانية في الآونة الأخيرة تحت عنوان “مستعدين نسمع حكي” بالاشتراك مع الهيئة الطبية الدولية في لبنان وبدعم من المؤسسة العربية للحريات والمساواة.

وتشمل الحملة إعلانات على شاشات التلفزيون ومواقع التواصل الاجتماعي على الإنترنت والصحف وفي الشوارع من أجل الوصول إلى الرجال في شتى أنحاء لبنان وتعريفهم بكيفية الاستفادة من خدمات المركز.

وقال الطبيب النفسي أنتوني كعده مدير المركز “بمركز الرجال منحكي مع الرجل منعلمه هيدول القصص منفرجيه كيف وقت ما بيحكي وقت بيخلي الضغط يعبي جواته. بعدين بيلجأ وبيفش خلقه أو بيعط أو بيصرخ.. كيف عم بيضر حاله وكيف عم بيضر عائلته وكيف إذا بيغير وبيجرب يعبر أكثر مع عائلته ويشوفهم كشراكة أو مع الفكرة أنه كلنا مع بعض عم نشتغل مع بعض إيد بإيد للهدف الأكبر مع العائلة بيكون أحسن للشخص وللعائلة.”

وذكر رجل استعان بخدمات مركز الرجال في (أبعاد) للتغلب على مشاكله لرويترز أن المشورة التي حصل عليها غيرت حياته.

وقال الرجل الذي رفض الكشف عن تفاصيل المشكلة “رجعوني إنسان.. رجعو لي ثقتي بنفسي.. موجودة بمجتمع مغلّق وما بيرحم إنسان كنت خيال عم بمشي عم بحكي كل شي بقلبي مثل خيال ماشي على الطريق ما أني موجود. رجعوني إنسان بكل معنى الكلمة.”

وأضاف أن السعي إلى الحصول على مساعدة المتخصصين في العلاج النفسي أمر لا يدعو إلى الخجل.

بدأت حملة (مستعدين نسمع حكي) في سبتمبر أيلول وفتحت الباب لنقاش عام بخصوص العنف بهدف مساعدة الرجال على الإقرار بعدم القدرة على التحكم في الانفعال والسعي للحصول على مساعدة المتخصصين.

روني أبو ضاهر أخصائي العلاج النفسي بمركز الرجال في مؤسسة أبعاد 
الطبيب النفسي أنتوني كعده مدير المركز “بمركز الرجال
 رجل استعان بخدمات مركز الرجال في (أبعاد) للتغلب على مشاكله