دبي, الإمارات العربية المتحدة, 19 أكتوبر ، متفرقات, أخبار الآن –
حبا الله عمان بجيولوجيا مدهشة؛ اذ تحتوي على العديد من المقومات الرائعة ومن بينها الكهوف. وباستثناء القليل منها كجرنان، تتميز كهوف السلطنة بأنها مكونة من الحجر الجيري. وهناك خطط لتطوير كهف مجلس الجن وحديقته في هضبة سلمى بالمنطقة الشرقية.
وبعد نجاح مشروع تطوير كهف الهوتة ،أبدت وزارة السياحة اهتماماً كبيراً بمجلس الجن لتطويره باعتباره يضم ثاني أكبر قاعة لكهف في العالم، بعد ساراواك في ماليزيا. ويقع الكهف على بعد 14 كم من طريق قريات ، صور السريع، والذي يمكن الوصول إليه عبر طريق ترابي متفرع ، ويكشف الكهف لزائريه عن العديد من عجائب الطبيعة الموجودة أسفله. وتمثل عملية التطوير تحدياً كبيراً للمطورين لأن مدخل الكهف موجود في الأعلى وليس من الجانب كما هو معتاد في الحالات العادية.
تضاريس
ويصل طول المسقط من أعلى إلى أسفل في الفتحة المقترحة نحو35 متراً. وبخلاف قاعة مجلس الجن الغائرة، تعتبر الهضبة موطناً لخصائص التكوينات الكارستية المذهلة. وهي تضاريس مميزة تتشكل فيها المناظر الطبيعية إلى حد كبير عن طريق العمل الإنحلالي للمياه على الحجر الأساسي الكربوني. وتعتبر القنديلة شرفة صخرية تشكل ملجأً طبيعياً للماعز، التي تعتبر المعلم الرئيسي على مقربة من مداخل الكهف. وتتميز أبعاد مجلس الجن بأنها مذهلة.
حيث يبلغ طولها حوالي 340 متراً وعرضها 228 متراً، مع سقف ارتفاعه 120 متراً. والأبعاد واسعة بشكل يكفي لاستيعاب أكثر من 12 طائرة بوينغ طراز 474. ويبلغ ارتفاع القاعة حوالي 120 متراً، واتساعها 200 متر، وطولها 300 متر، مع حجم إجمالي يزيد على 3 ملايين متر مربع.
منظر جمالي
وفي أوقات معينة خلال اليوم، تتسلل أعمدة ضوء الشمس الجميلة من خلال الثقوب في السقف مباشرة إلى أرضية القاعة، مضيفة منظراً جمالياً بديعاً. وفي الليل، يمكن أن يترك ضوء القمر نفس التأثير. وكان دون ديفسون جونيور، الذي يعمل كباحث هيدرولوجي في برنامج الأبحاث الكارستية التابع للهيئة العامة العُمانية لموارد المياه، هو من اكتشف صور جوية مثيرة لجبال بني جابر في المنطقة الشرقية خلال عام 1982
وأظهرت الصور الهضبة الكارستية التي برزت تضاريسها المنخفضة بشكل واضح في جبال تتخللها جروف وخوانق عميقة كانوا يعتبرونها واحدة من أكثر المناطق التي يصعب الوصول إليها في السلطنة.
وتركز اهتمام الباحث بالصور على العديد من الثقوب الضحلة الكبيرة، وهي الأماكن التي كانت تحتوي على اثار لينابيع اندثرت عبر العصور الجيولوجية المختلفة . وفي شهر يناير 1983، وصل هو وزوجته شيريل جونز إلى الهضبة حيث كانوا قد شاهدوا الصور.
وبعد شهور قليلة، هبط “دون” إلى ثاني أكبر قاعة لكهف في العالم، ونتيجة لذلك تم اكتشاف كهف مجلس الجن. وكان كهف مجلس الجن قد تشكل من الحجر الجيري من تكوينات الدمام، الموجودة في بحر ضحل دافئ منذ فترة تتراوح ما بين 40 إلى 50 مليون عام مضت، خلال الحقبة الجيولوجية الفجري الوسطى. وبعدها بعدة سنوات، انثنت قوى انضغاطية مرتبطة بالانجراف القاري وتصدعت وانكسرت وضغطت حجر الأساس الموجود فوق مستوى سطح البحر تدريجياً، عندما بدأت القاعة في التكون.
وقد ساهم في تطور التكوينات الجيولوجية لمجلس الجن موقع الصدوع والكسور برفقة المياه الجوفية المحللة للصخور التي تحركت. ووصلت الفترة المطيرة الأخيرة إلى ذروتها قبل 7,000 عام تقريباً، قبل أن يبدأ الجفاف التدريجي في المنطقة.
ويرجع شكل واستقرار القبة القائمة بذاتها إلى حقيقة أن أي كتلا كبيرة من الحجر الجيري لم تثبت في مكانها بسبب الانضغاط، كما في القوس الروماني العملاق، وأنها سقطت إلى الأرضية. وتسبب الحطام الناتج في سد المخرج السفلي الأصلي من القاعة، وأدى إلى ظهور قاع البحيرة. ولم يعرف بعد مدى عمق أرضية حجر الأساس الأصلية الموجودة تحت الحطام.