دمشق، سوريا، 18 أكتوبر، (سيف الدين محمد، أخبار الآن)
منذ حكاية “الضربة الأمريكية” على النظام السوري بدأ شكل الحياة يتغير في مدينة دمشق وبشكل منظم وواضح وباد للعيان. واتخذ شكلاً أكثر تعقيداً مع التطورات الدولية التي صبت في مصلحة النظام ومؤيديه.
كل هذا أفرز وجهاً جديداً لدمشق التي تحولت تدريجيا إلى مجموعة من القطع العسكرية المتناثرة والقريبة جدا من بعضها البعض.
حواجز وثكنات .. وبراكيات
مظاهر جديدة وواضحة ومتزايدة كل يوم تعيشها دمشق، انتشار الحواجز على الطرقات الرئيسية والفرعية، عناصر قوات النظام بالبذلة العسكرية الخضراء المتسخة، اللجان الشعبية بلباسهم المتداخل الذي يغلب عليه اللون القاتم، عناصر مكافحة الإرهاب صغار السن بلباسهم الأسود الكامل ولحاهم وبنادقهم دون أن تفسّر سبب وجودهم فعلاً.
وظهور ملامح عسكرية جديدة في أماكن الحواجز تمثّلت بـ(البرّاكيات) الإسمنتية التي لا تستخدم إلا في القطع العسكرية.
فرق وألوية .. ومقاطعات أمنية
وحتى يكتمل المشهد، فها هي عاصمة الأمويين: كتل من الإسمنت، عناصر الجيش وقطعان الشبيحة بوجههم البرية والوحشية، ومفارز الأمن المختلفة التابعة لكل فرع أمني على حده.
– باب الجابية وسوق الحميدية والقلعة: مفارز عسكرية وأمنية ومفرزة يتناوب أفرادها على المشي في وسط سوق الحميدية.
– ساحة المرجة وشارع الثورة والبحصة: تغص بالوافدين من المدن والضواحي وسط تكثيف أمني وعسكري كبيرين إضافة إلى وجود عناصر أمنية و”عواينية” تعرفهم حين تقع مشكلة ما أو حركة غير طبيعية.
– ساحة المحافظة والبحصة والصالحية: أغلقت هذه المناطق تماماً وتشكل جدار إسمنتي منعت السيارات من الدخول والخروج إلا السيارات السوداء الأمنية.
هذا التقسيم لا يختلف عن شرق العاصمة في مناطق شارع بغداد والعدوي والتجارة وشمالها في الميسات وركن الدين. فالمظاهر هي ذاتها والتصرفات لا تختلف بل قد تزيد كلما ابتعدنا عن مركز المدينة.
مربع أمني .. عاصمة داخل دمشق
أقرّ النظام باجتزاء عدة مناطق قريبة من القصر الرئاسي لتكون منطقة أمنية خاصة به، وهذه المناطق هي المزة وأبو رمانة والمالكي والشعلان وهي مناطق ذات تكثيف أمني معروف بحيث بات الراغب في استئجار بيت أن يقدم نشرة تفصيلية لفرع الأمن الجوي عن العائلة والعمل وطبعا الموقف من من كل ما يجري.
والأمر الظاهر في هذه المناطق هو قيام العناصر المدعومة بسياراتهم السوداء بـ”التشفيط” بسياراتهم مع ضجيج الأغاني الخاصة لبشار والجيش وكذلك الشبيحة بتصرفاتهم الخارجة عن الأعراف من تناول المشروبات والكلام السوقي والتحرش بالناس وبخاصة الفتيات وخاصة المحجبات.
وسط هذا يحتاج الجاهل بالأمر إلى صورة فوق سماء دمشق ليكتشف أن المدينة وكأنها في حالة اغتصاب بعد غياب معالمها وتحولها إلى كانتونات صغيرة تحكمها مجموعة من الرعاع