مخيم اليرموك، دمشق، 14 أكتوبر، (جابر المرّ، أخبار الآن)
بعدما هده الجوع وأنهكه الحصار أتت فتوى خطيب جامع فلسطين في مخيم اليرموك صادمة للعالم العربي والإسلامي لما فيها من شعور بالذل وانتهاء إنسانيتهم والتي تنص على جواز أكل لحم القطط والحمير والكلاب للمحاصرين في المخيم بعد أن بلغوا مرحلة الإضرار المفضي إلى الهلاك لشح الطعام المتوفر في المخيم المحاصر بشدة منذ قرابة التسعين يوما.
ليست المرة الأولى لدى الفلسطينيين
ليست هذه المرة الأولى في تاريخ الشتات الفلسطيني التي يشرِّع فيها الشيوخ أكل لحم القطط والكلاب بسبب الحرب والحصار، إنما حدث ذلك في حرب المخيمات الفلسطينية اللبنانية سابقا، بعد أن أحكمت حركة أمل اللبنانية حصارها للمخيمات الفلسطينية الأمر الذي دعا أهالي هذه المخيمات عام 1986 للتوجه برسالة لعلماء الدين مفادها أن يسمحوا لهم بتناول لحم الكلاب والقطط والحمير إن وجدت، واليوم يعيد التاريخ نفسه في مخيم اليرموك بدمشق حيث تصدر عن منابره فتوى تسمح بذلك لعدم وجود الطعام الذي يقطعه عن المخيم حصار شبيحة النظام والجبهة الشعبية القيادة العامة التابعة لأحمد جبريل. وبين الألم والسخرية من الواقع السياسي والحياتي المعاش يقول فواز احد سكان المخيم “أخشى بعد فتوى تحليل أكل لحوم القطط والكلاب، أن تعترض جمعية الرفق بالحيوان وتستخدم الفيتو”.
حصارنا يختلف عن حصار الغوطة
يصرخ أحمد ” نحنا مو الغوطة، هنيك في مزارع قدروا الناس يزرعوا ويدبروا أمورهن بحيث إنو ما يموتو، أما نحنا فما ضللنا غير الكلاب والبسس”. أما لبنى فتقول “إن شاء الله نلحق الكلاب والبسس قبل ما يموتو كمان هنن من الجوع، ساعتها راح نضطر ناكلهن ميتين” وتتعدد نداءات الألم والاحتجاج من داخل المخيم المكسور، حيث لم تقف الكارثة فقط على الطعام والشراب إنما أيضا على عدم إمكانية إدخال أي شيء، ولا حتى الدواء السبب الذي يدفع بالكثير من الأطباء لاختيار البتر في حالات العلاج لتفشي الالتهابات التي تمنع حصولها في الأحوال العادية حبة دواء رخيصة.
على أبواب الموت جوعا.. الخوف من مجزرة
بعد المجزرة المروعة التي ارتكبها لواء أبو الفضل العباس، وميليشيات حزب الله وجيش الدفاع الوطني في منطقة الذيابية وحسينية السيدة زينب، القريبتين من مخيم اليرموك يخشى كل سكان هذه المنطقة من دخول هذه الميليشيات عليهم بالسلاح كما حدث مع المناطق القريبة، يقول فراس ” ليش ما بيرشونا بالكيماوي ويريحونا؟ هاي قصة طويلة إنو يحاصرونا لحتى ناكل كلاب وبسس، وبعدها يفوتو يدبحونا دبح.. خلص كيماوي وفرد مرة يقضو علينا!! حسبي الله ونعم الوكيل”
لم تفضي كل نداءات نشطاء اليرموك لفك الحصار عن المخيم إلى شيء، ولا مباحثات الهدنة بين النظام والجيش الحر تتطور وتفضي إلى مكان، ويبقى المشهد السياسي راكدا لا يحركه شي بينما لن يبقى هناك كلاب أو قطط في المخيم بعد فترة ولن يجد سكانه ما يأكلوه!!