السعودية، 14 أكتوبر 2013 ، وكالات
مع بداية موسم الحج اتجهت الانظار اليوم الى الكعبة المشرفة في مكة المكرمة حيث قامت السلطات السعودية بتغيير كسوة الكعبة ، والتي تبلغ تكلفتها حوالي 22 مليون ريال اي نحو 6 ملايين دولار، ويتم تغيير الكسوة على يد 86 شخصا من العمالة والفنيين والصناع.
ومن المعروف أن السلطات السعودية تقوم كل عام باستبدال كسوة الكعبة بكسوة جديدة كتقليد بدأ قبل الاسلام باكثر من 200 سنة.
ويعد “تبع أبى كرب” أول من كسا الكعبة المشرفة كاملة في الجاهلية بعد أن زار مكة ودخلها دخول الطائعين سنة 220 قبل الهجرة، وهو كذلك أول من صنع للكعبة بابا ومفتاحا، وبعدها بدأت قريش في عهد قصي بن كلاب تنظيما جديدا للكسوة يقضي بمشاركة القبائل والأثرياء في الكسوة.
وبقي الحال على ما هو عليه حتى فتح النبي محمد مكة المكرمة في السنة الثامنة من الهجرة، حيث كساها بالثياب اليمانية، ثم سار الخلفاء الراشدين على هذا النهج فكساها أبو بكر، بالقباطي المصرية، وكذلك الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنهما.
أما الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه، فقد كسا الكعبة المشرفة كسوتين في آن واحد، وهو أول خليفة في العصر الإسلامي يقوم بذلك، حيث تم كسوتها بالبرود اليمانية والقباطي المصرية، بينما لم يتمكن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، من كسوة الكعبة، بسبب انشغاله بوحدة المسلمين نتيجة الفتن والحروب الداخلية التي حدثت في عهده.
تقليد الكسوة
وحول كسوة الكعبة المشرفة في العصر الحالي، أوضح مدير عام مصنع كسوة الكعبة المشرفة في مكة المكرمة الدكتور محمد عبدالله باجودة، أن تقليد الكسوة يتم مع بداية شهر ذي الحجة من كل عام، موضحا أن “الكسوة القديمة تعود إلى مستودع المصنع للاحتفاظ بها”.
ولفت باجودة في تصريح لوكالة الأنباء السعودية، اليوم الأحد، إلى أنه يعمل في مصنع الكسوة الكعبة المشرفة أكثر من 240 صانعا وإداريا، مشيرا إلى أن تكلفة صناعة كسوة الكعبة المشرفة تقدر بأكثر من 22 مليون ريال.
ولفت إلى أن الكسوة تستهلك نحو 700 كيلو جراما من الحرير الخام الذي تتم صباغته داخل المصنع باللون الأسود و 120 كيلو جراما من الأسلاك الفضة والذهب، مبطنة من الداخل بقماش من القطن الأبيض المتين.
وقال إنه يوجد على الكسوة من الخارج نقوش منسوجة بخيوط النسيج السوداء (بطريقة الجاكارد) كتب عليها لفظ (لا إله إلا الله محمد رسول الله) و (سبحان الله وبحمده) و (سبحان الله العظيم) و (يا حنان يا منان يا الله) وتتكرر هذه العبارات على قطع قماش الكسوة جميعها وعلى ارتفاع تسعة أمتار من الأرض وبعرض 95 مترا.
وذكر باجودة أن قطع الكعبة مطرزة من قماش الحرير الطبيعي الأسود السادة، وحروفها مغطاة بأسلاك الفضة والذهب، وتتكون من 16 قطعة في كل جهة من جهاتها الأربع ، أربع قطع، موصلة مع بعضها البعض، ويبلغ طول محيط الكعبة 47 مترا تقريبا وهو طول حزام الكعبة، وعلى قطع الحزام آيات قرآنية بالخط الثلث المركب الجميل، مطرزة حروفها بأسلاك الفضة المطلية بالذهب.