درعا، سوريا، ١٣ اكتوبر، ( عبد الحي الأحمد، أخبار الآن ) –
لاتزال الانشقاقات عن نظام الأسد مستمرة ، محمد وعبدالله ، انشقا عن النظام منذ عامين وانضما إلى الجيش الحر في مدينة درعا وانخرطا في المجتمع وعاداته ، التفاصيل في سياق التقرير التالي .
عامان حتى الآن ، لم يرى محمد عائلته منذ خروجه من مدينة الرستن ، هو الآن مقاتل في صفوف الجيش الحر ، إختار العمل إلى جانب القتال ، عامان أمضاها في محافظة درعا ، كانت كفيلة له بأن يتعرف على عادات المجتمع الجديد ، وأن يعيش فيه كفرد من أفراده ، تزوج من هنا ومن هنا بدأ مشروعه البسيط ، ليعيل عائلته الصغيرة ، ويكفي نفسه شر السؤال .
محمد الديك وهو أحد المنشقين عن قوات النظام يقول: “منذ سنتين أعلنت انشقاقي عن قوات النظام ، جئت إلى محافظة درعا وعملت بها ، تزوجت والحمد الله ، راتبي من الجيش الحر لا يكفي وخاصة بعد زواجي ، لكي لا أطلب من أحد كان لابد لي من العمل ، والحمد الله عملت وفتح لي باب الرزق ، وأكرمني الله بطفل”.
كان لابد للمنشقين عن قوات النظام أن يعتادوا بعادات أهل درعا ، فكان إحتضان الأهالي لهم وترحيبهم الواسع بإنشقاقهم ، الأثر الأكبر في نفوسهم ، مما خلفت عنهم ويلات الغربة وأشواق الوطن ، فعلى الرغم من بعض الصعوبات التي واجهتهم في الأيام الأولى من انشقاقهم ، إلا أن معظمهم وجد من درعا موطنا جديدا ، وبيتا بديلا ، ومن رفاق السلاح أخوة دم ، لا يمكن أن تمحى من ذاكرة المستقبل .
عبد الله اللاذقاني وهو أحد الذين انشقوا عن قوات النظام يقول: “في الواحد والعشرون من أيلول ٢٠١١ ، خرجت من اللاذقية والتحقت بالجيش ، وأعلنت انشقاقي في الشهر الخامس من عام ٢٠١٢ ، لم أرى عائلتي منذ ما يقارب العامين ، الحمد الله الأجواء جيدة بفضل الأصدقاء وأهل درعا ، بصراحة تعذبت في بداية انشقاقي من اللهجة كثيرا ، ثم أتقنت جيدا أمور الحياة وطبيعتها ، ولكن البحر غير موجود بدرعا ، في اللاذقية كنا نصطاد ونذهب للجبال” .
بين ذاكرة الماضي وأمل المستقبل ، ينقشون أسمائهم على تراب حوران أبناء جدد ، لم تنساهم ولن تنساهم .