دمشق، سوريا، 13 أكتوبر، (محمد صلاح الدين، أخبار الآن) –

يحدث في دمشق أن تتحول مراكز الإيواء التابعة للأونروا ومراكز الهلال الأحمر إلى مراكز أمنية تابعة لنظام الأسد. فتتحولّ عن مهمّتها التي وجدت لأجلها وهي عون وإغاثة السوريين والفلسطينين المتضررين من الحرب الدائرة في بلادهم لتصبح متجراً ومصدر رزق للموظفين الذين يعبثون بمقدرات الفقراء ويسرقون أكثر من نصف ما يأتي على اسمهم ويبيعونه على أرصفة شوارع دمشق أو في السوق السوداء بلا رقيب أو حسيب.

لا بل ويزيدون على ذلك تمييزهم بين أبناء الوطن الواحد فيعطون هذا إذا ما وافق هواهم ويحرمون ذاك إذا كان غير ذلك.

يحدث أيضاً أن يرفض الموظفون في أحد مراكز الأونروا استقبال أم مازن وهي لاجئة فلسطينية من سكان مخيم اليرموك وأم لثلاثة أطفال .. يرفضونها لأنها أتت إلى المركز دون أن يأتي زوجها معها وهذا مؤشر بحسب شبيحة الأسد أنّ زوجها مسلّح إرهابي يقف في وجه النظام ولا تستحقّ عائلته مساعدات تشرف حكومة الدولة ذاتها على توزيعها. 
الأمر ذاته يتكرر مع كل النساء اللائي يأتين دون زوج ولدى السؤال يكون الجواب واضحاً: "المحافظة أعطت أمراً بعدم استقبال العائلات ان لم يكن رب الأسرة موجوداً وإن كان ميتاً فلا بدّ من تثبيت وفاته بشهادة رسميّة ممهورة بختم الحكومة.  

أمر مشابه يحدث في مراكز الهلال الأحمر المعنية بمساعدة السوريين إذ تقول أم عامر إنها تعرضت للإهانة والطرد من قبل موظف هناك يدعى حكمت لأنها طالبت بسلتها الغذائية كاملة بعد أن استلمتها منقوصة من معظم موادها التي سرقها الموظفون هناك ليبيعوها بالسعر الذي يحلو لهم.

حوادث أخرى تحدث في المراكز لابتزاز المحتاجين من الناس فيحدث أن تتعرض سلمى لتحرش من أحد موظفي الهلال الأحمر ليمنحها رضاه والوجبة التي أتت من أجلها إلى المركز .
تضيف سلمى: "لقد أجبرتنا الظروف القاسية على طرق أبواب المنظمات التي تدعي الإنسانية فتكالبت علينا الأمم، لقد أصبحنا بفضل العالم الصامت سلعة رخيصة يبتاعها أصحاب النفوس الدنيئة، لن تدوم هذه الحال طويلاً وسيذوق الظالم ما أذاقنا إيّاه".