دمشق، سوريا، 7 اكتوبر 2013، وكالات
بدأ المفتشون الدوليون ومنظمة حظر الأسلحة الكيماوية يوم امس مهمتهم في سوريا والمتمثلة بتدمير مخزون نظام الأسد من الأسلحة الكيماوية والآلات المستخدَمة لإنتاجها.
وكان مسؤول في منظمة حظر الأسلحة الكيماوية التي تتخذ من لاهاي مقراً، قال في وقت سابق ان الاولوية ستتمثل في التأكد من أن مواقع انتاج الاسلحة لن تكون صالحة للاستخدام قبل نهاية اكتوبر أو مطلع نوفمبر، وأوضح انه لهذه الغاية ستستخدم طرق سريعة تبعاً لكل وضع.
وتعد هذه مجرد خطوة أولى في مهمة طموحة لتدمير قدرة سوريا على إنتاج الأسلحة الكيماوية ومخزونها من هذه الأسلحة قبل منتصف 2٠14 ويعد هذا أضيق إطار زمني يواجهه الخبراء من منظمة حظر الأسلحة الكيماوية على الإطلاق، وتمثل هذه المهمة المرة الأولى التي يعملون فيها في بلد تشتعل فيه الحرب
ويعتقد أن الترسانة الكيماوية السورية، التي تم تطويرها خلال الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي، تحتوي على غاز الخردل وغاز الأعصاب السارين والفي إكس والتابون
ووصلت مجموعة صغيرة من تسعة عشر خبيرا من منظمة حظر الأسلحة الكيماوية إلى البلاد الأسبوع الماضي لوضع أسس عملية أوسع تشمل نحو مائة مفتش ويتحقق الموجودون في سوريا بالفعل مما كشفته الحكومة السورية مؤخرا من الأسلحة والمواد الكيماوية التي تمتلكها ومكان وجودها، في حين يضع آخرون التدابير اللوجيستية للزيارات التي ستتم لكل المواقع المخزن فيها مواد أو أسلحة كيماوية من شاحنات محملة بالأسلحة إلى مواقع الإنتاج النشطة
وبإمكان المفتشين استخدام أي وسيلة لتدمير المعدات، بما في ذلك تقنيات بدائية مثل استخدام المطارق لتدمير لوحات التحكم أو الدوس بشاحنات على البراميل الفارغة لكن المرحلة الثانية، وهي تدمير الأسلحة الجاهزة للحرب، ستكون أكثر صعوبة وأكثر استهلاكا للوقت وأكثر تكلفة
ويمكن تنفيذ هذه المرحلة من خلال حرق المواد في أفران مغلقة تحت درجات حرارة عالية جدا، أو عن طريق تحويل المواد الكيميائية أو تخفيفها بالماء
لا تزال هناك تساؤلات حول كيفية تحقيق المفتشين لتلك الأهداف أثناء العمل وسط حرب أهلية في سوريا ومما يؤكد الأخطار التي يواجهونها، سقوط أربع قذائف هاون في ميدان باب توما، الذي كان في السابق مزارا سياحيا، ما أسفر عن مقتل ثمانية أشخاص على الأقل حسبما أفادت وكالة الأنباء السورية
ولم يتضح ما إذا كان أي من المفتشين على مقربة من الانفجارات أم لا
وجاءت مهمة خبراء الأسلحة الكيميائية على خلفية الهجوم الدموي الذي استهدف إحدى ضواحي دمشق التي يسيطر عليها الثوار في الحادي والعشرين من أغسطس/ آب الماضي، والذي أكدت الأمم المتحدة أنه هجوم كيماوي بغاز السارين السام وأسفر الهجوم عن مقتل مئات الأشخاص بينهم أطفال
وتتهم الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون الحكومة السورية بالمسؤولية عن هذا الهجوم، وهو ما تنفيه دمشق وتتهم المعارضة بتنفيذه
وهددت إدارة أوباما بشن ضربة عسكرية عقابية ضد النظام السوري، ما أثار جهودا دبلوماسيا محموما لإحباط هذا الهجوم وتمخضت هذه الجهود عن صدور قرار بالإجماع من مجلس الأمن ينص على التخلص من الأسلحة الكيماوية السورية
وفي مقابلة مع صحيفة رسمية الأحد، قال الأسد إن النظام السوري بدأ انتاج الأسلحة الكيماوية في الثمانينيات من القرن الماضي لسد الفجوة التقنية في الأسلحة التقليدية بين سوريا وإسرائيل
وأضاف أن انتاج الأسلحة الكيماوية توقف أواخر التسعينيات من القرن الماضي، لكنه لم يخض في مزيد من التفاصيل