حلب، سوريا، 1 أكتوبر 2013، مراد الشواخ، أخبار الآن
مع تفاقم الموقف في شمال سوريا في ظل ممارسات داعش التي تسعى إلى السيطرة على الأرض وطرد الجيش الحر من مناطق وجوده وتأسيس ما يُسمى بإمارات هناك، نسمع أنباء عن انشقاقات قيادات من داعش كانوا يعتقدون أن داعش كانت قوة تساعد في كسب أرض من النظام لصالح الثورة. لكن طبعا، وكأي جماعة إرهابية، الثورات الشعبية هي مجرد موجة تركبها حتى تؤسس لمصالحها القائمة على العنف والتطرف.
في معركة تحرير مطار منغ قبل حوالي ثلاثة أشهر، برزت فرقة اسمها كتيبة مجاهدي القوقاز والشام بقيادة سيف الله الشيشاني. هذا الرجل انشق عما يعرف بجيش المهاجرين والأنصار احتجاجا على انضمام أميره عمر الشيشاني إلى داعش. وفي وقت لاحق، وردت أنباء غير مؤكدة عن أن داعش قامت بتصفية عمر الشيشاني لأنه رفض ما يحدث في اعزاز.
التقينا سيف الله الشيشاني منتصف الشهر الماضي في محل إقامته في حلب. لم يرغب في الحديث عن خلافه مع عمر الشيشاني أو عن داعش. وقال: "نصحني أخوة بألا أتحدث في ذلك."
أبرز ما قاله سيف الله الشيشاني هو أن ما يفعله وأمثاله في سوريا الآن ما هو إلا محطة. وقال: " نحن سوف نستمر. حتى لو قامت دولة الخلافة… في الوقت الذي يعيش فيه المسلمون أوضاعاً صعبة في أي مكان فلن نذهب للنوم ولن نتوقف في أي مكان."
الشيشاني أوضح أيضا ألا علاقة تربطهم بهيئة أركان الجيش الحر، وقال: " لا علاقة لنا بالمجلس العسكري ولم يقدموا رصاصة واحدة. إلى الآن كل ذخيرتنا غنائم حصلنا عليها من الاقتحامات التي قمنا بها. ولو قدم لنا المجلس العسكري الثوري كما يقدم للجيش الحر لقمنا منذ زمن بعمليات عسكرية أكثر بكثير … ونحن نقوم بما نستطيع من أموالنا الشخصية ولن نتوقف عن محاربة الكافرين"
الشيشاني قال أيضا أمرا لافتا وهو أنهم "خلال سنة وشهرين فقدنا أكثر من 400 شهيد"؛ وهذا من شأنه أن يعطي مؤشرا على حجمهم وعددهم.
وربما كان الخلاف مع داعش هو في طريقة تطبيق المنهج. يقول الشيشاني: "نحن لم نأتي إلى هنا كي نكفّر بعضنا البعض بل أتينا لنوضح للناس ما هو ديننا الحقيقي ولأن المسلمين ساءت أوضاعهم جئنا لحثهم على الجهاد و الجهاد معهم. نحن على يقين بأن الخلافة ستظهر من سوريا."
سألنا الشيشاني عن السلاح الكيماوي؛ وفيما إذا كانوا سيستخدمونه لو عثروا على مخازن الكيماوي. الشيشاني قال: "إن شاء الله إن استولينا على السلاح الكيميائي سنستخدمه ضد الكافرين. لقد استخدموا السلاح الكيميائي ضدنا … أمرنا الله بأن نقاتل الكافرين بمثل ما قاتلونا."
في هذا الفيديو يتحدث سيف الله الشيشاني بالتركية من خلال مترجم. لكن من الواضح أن لغته ليست أصيلة. إلى جانبه، يظهر مساعده.
نود الإشارة إلى أننا نرفض ما يقوله المتشددون عن ادعائهم حماية الإسلام والمسلمين. فالجهاديون المتطرفون هم من يدمرون المساجد وأضرحة بعض من أشهر الأولياء في تاريخ سوريا. أضرحة رجالات خدموا الإسلام وساهموا في نشره في أصقاع الأرض من الهند إلى غرب إفريقيا. هؤلاء المتطرفون لا يحترمون ميتا ولا معلما. ولهذا سيظلون غرباء على الشعب السوري وجمهور المسلمين. أما ما يتعلق بالانتصار لنساء المسلمين فما على هؤلاء المتطرفين إلا أن يعودوا إلى تجربتهم في العراء ليروا كيف استغلوا النساء باسم الدين فتزوجوا المئات منهم وهجروهن مع آلاف من الأطفال الذين يكبرون الآن بلا أباء، ولا بطاقات تعريفية ولا وثائق. إننا نجد أنه من قبيل الجدل البيزنطي وتضييع الوقت البحث عن منطق أو قيمة لما يقوله المتشددون، لكن مع هذا يجب ألا نترك ادعاءاتهم الواهية بالتفوق الأخلاقي تمر مرور الكرام.