حلب ، سوريا ، 1 اكتوبر ، ثائر الشمالي ، أخبار الآن –
يعيش الطفل السوري منذ أكثر من عامين حياة معاناة وفقر وبؤس مع استمرار الثورة السورية وتواصل القصف على المدن لا سيما أيضا استهداف المدارس والمستشفيات .. مئات الالاف من الأطفال شردوا مع ذويهم والالاف دخلوا مجال العمل الذي لا يناسب أعمارهم بحثا عن لقمة العيش واعانة اسرهم المزيد في تقرير ثائر الشمالي من حلب
نجدُهُمْ رغمَ آلةِ الحربِ و الدمارْ !! يملؤُهُم الإصرارُ في رسمِ البسمةِ على شفاههِم ! هؤلاءِ أطفالُ سوريا ! يلعبُ هؤلاءِ الصغارُ لعبةً وضعوا قوانينَها بأنفسهِم في ظلِ غيابِ اﻷهلِ أحيانا أو وجودُهُم مع عدمِ القدرةِ الا على تأمينِ جزءٍ بسيطٍ من قوتِ اليوم الذي غدا حلما يفرح هؤلاءِ اﻷطفالُ بتحقيقهِ بدلا منْ أحلامهُمُ الكبيرةُ في ظلِ حياةٍ سعيدةٍ ملؤُها الامنُ والسلامُ والفرحْ ! يعانونَ ما يعانونَ في حينِ أنَّ الأطفالَ في الدولِ الأخرى يتمتعونَ بحياةٍ آمنةٍ معَ أهلهِم وذويهِم الذين جعلوا من مستقبلِ أبنائِهم هدفا أساسيا يسعونَ لتحقيقِه في كلِ يومْ ، هذا المستقبلُ الذي لطالما كان حقا لكلِ طفل على حدٍ سواء . شاءَ القدرُ أن يعيشَ هؤلاءِ اﻷطفالُ في طقوسٍ أثبتتْ أنَ أرخصَ شيءٍ هوَ الإنسانْ ! فلا قيمةَ لهُ في ظلِ دمارٍ و موتٍ و تشردْ ! دونَ توفير ابسطِ الحقوقِ من تعليمٍ وعناية .
يقول الطفل حسن و يشرح كيف تُلعب لعبة ” الكلول ” وهي كرات زجاجية
” منلعب بالحفرة و يلي بضرب الطابات ببعضن بربح … انا ما عم روح على المدرسة لأن مافي مدرسة “
بعدَ أنْ أُغلقتِ المدارسُ التي بقيتْ سليمةً من القصفِ زادتْ نسبةُ الأطفالِ الذينَ يمارسونَ مهنَ الكبارْ إلتقينا بعبدِ الرزاق صدفةً في أحد الطرقات وقادَنا إلى المحلِ الذي يعملُ بهِ إثنا عشرة ساعة يومياً دونَ توقفْ ! مهنةٌ تعرضُه لخطرِ الإصابةِ بعاهةٍ دائمةٍ في حالِ حدوثِ خطأٍ غيرِ متوقعْ كانتْ المفاجأةُ أنَ معظمَ منْ يعملُ في هذا المحلِ هم من اﻷطفال ! تركوا مدارسَهَم و ألعابَهم و انخرطوا في مشقاتِ الحياةِ و ظروفِها القاسية ثم انحرموا من أبسطِ حقوقِهم
يقول محمد جمعة الناشط التربوي: نحن نسعى للتخفيف من ظاهرة تشرد الأطفال عبر توعية الأهالي بضرورة إرسال الأطفال للمدارس التي نحاول إفتتاحها شيئاً فشيئاً
هذهِ هيَ حياةُ الطفلِ السوريْ . فقد سلبَتْ منهُ الظروفُ طفولَته التي لمْ يعرفها لقد كانوا رجالاً منذُ نعومةِ أظافرِهم .. في حينِ غابتْ الرجولةُ عن الكثيرِ منَ الرجال إنهمْ يصنعونَ التاريخَ بأيديهِمُ الناعمة !! بأنامِلِهُمُ الرقيقة !! و بقلوبهمُ الجبارةُ التي لمْ تخش الموتْ . هؤلاءِ الذينَ تحدثَ التاريخُ عنهمْ .. هؤلاءِ صُناعُ المستقبل !! ببسمةٍ و إرادةٍ جبارةْ !! استطاعوا تغييرَ كلِ المفاهيمِ و أثبتوا أنَ الرجولةَ ليست حكرا على الكبار فقط !