دمشق، سوريا، 27 سبتمبر، (سيف الدين محمد، أخبار الآن) – عرض الاسبوع الماضي فيلم “صديقي الأخير” في (دار الأسد للثقافة والفنون) بدمشق. قصة الفيلم تدور حول انتحار طبيب فجاة، لكن الضابط المحقق يفتح تحقيق ليصل إلى أسباب الانتحار ليظهر الفيلم صورة سوريا وبنية المجتمع بداية عام 2011 قبل الثورة.
تتلاقى خطوط عريضة في فيلم المخرج (جود سعيد) حول ضابط فاسد تلقى عليه كل تبعات “الأزمة” السورية وآخر نزيه يرغمه الفساد على أن يكون جزءاً منه. وكل هذا دون الحديث عن آليات القمع والاستبداد المنهجية من قبل النظام وتشويه صورة المجتمع السوري بإظهاره منافقاً غير قادر على اتخاذ الفعل. وهذه هي قصة المؤيدين للنظام ومروجيه من كافة الفئات وخصوصا من الفنانين المتبجحين بالتنظير للعصابات المسلحة والأسطوانة المعروفة بأن الرئيس والنظام ليس لهما علاقة بما يجري.
يختصر الفيلم سوريا ما بعد الثورة إلى غوغائية شعبية وفساد بعض الضباط متناسيا الجرائم المنظمة والاعتقال والمجازر التي هي سلوك النظام في سوريا. وليس غريبا أن أكثر عروضه كانت في اللاذقية وجبلة والقرداحة ومصياف وطرطوس، وهي المدن الموالية للنظام.
ترافق هذا كله مع التفتيش الدقيق والهاجس الأمني الكبير وقت عرض الفيلم حتى ليخيل إليك أنك لم تخرج ولم تدخل من الفيلم.
فيلم صديقي الأخير هو من تأليف الفارس الذهبي وجود سعيد وإخراج جود سعيد، بطولة: عبد اللطيف عبد الحميد، لورا أبو أسعد، عبد المنعم عمايري، مكسيم خليل.