دبي، الامارات، 24 سبتمبر 2013، وكالة أنباء الامارات
أحبطت فرقة مسلحة تابعة لقوات التحالف الدولي عبر البحار، شحنة ضخمة من المخدرات في المياه الدولية بالمحيط الهندي، تزيد قيمتها على نصف مليار درهم، اي ما يعادل مئة وستة وثلاثين مليون دولار، وذلك بعد تلقي معلومات دقيقة من شرطة دبي، حول تفاصيل مسار رحلة سفينة تحمل المخدرات، وإحداثيات المكان الذي ستقف فيه، لتسليم المخدرات إلى سفينة أخرى تكمل مسارها.
وبحسب نائب القائد العام لشرطة دبي اللواء خميس مطر المزينة، فإن العملية التي نفذها عشرة متهمين من جنسيات مختلفة، هي الأكبر من نوعها خلال العام الجاري سواء من حيث الكمية المضبوطة أو سعر المخدرات التي عثر عليها في السفينة.
وأضاف في مؤتمر صحافي أمس، أن العملية التي أطلق عليها اسم «المحيط الهندي» جرت في المياه الدولية من المحيط على بعد 360 كم من السواحل الصومالية، وجرى فيها التنسيق بين عدد من الدول والجهات المختصة بمكافحة المخدرات، مشيرا إلى أن العملية حظيت في مختلف مراحلها بمتابعة مباشرة من الفريق سموّ الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، والقائد العام لشرطة دبي الفريق ضاحي خلفان تميم.
وقال إن الواقعة بدأت من الإمارات، حين حصلت الإدارة العامة لمكافحة المخدرات في شرطة دبي، على معلومات مهمة وموثوقة من مصادر دولية بشأن سفينة صيد تحركت من أحد الموانئ الباكستانية مبحرة تجاه جيبوتي، تحتوي على شحنة كبيرة من المواد المخدرة.
وأشار إلى أن المعلومات التي سربتها المصادر أفادت كذلك بأن طاقم البحارة على ظهر السفينة ينوي تحميل شحنة في مركب آخر سيقابلها عند إحداثيات محددة من مياه المحيط الهندي، لافتاً إلى أن الإدارة استطاعت تحديد إحداثيات المكان الذي ستنفذ فيه العملية بدقة كاملة.
وأضاف المزينة أن شرطة دبي اتخذت إجراءات فورية بمجرد تلقي المعلومات، أولها تشكيل فريق عمل ضم عدداً من ضباط مكافحة المخدرات في الإدارة العامة لمكافحة المخدرات في وزارة الداخلية، والإدارة العامة لمكافحة المخدرات في شرطة دبي، وقام الفريق بالمتابعة والتنسيق مع ضباط الارتباط الدوليين في دبي، إذ بادر إلى تزويدهم بالمعلومات عن العملية، وقام ضباط الارتباط بدورهم بنقلها إلى الجهات الدولية المختصة.
وأكد أن التنسيق الدولي بين شرطة دبي والجهات المختصة كان عاملا حاسما في إنجاز العملية بنجاح، إذ تم تعيين ساعة الصفر وترقب وصول السفينة إلى نقطة الإحداثيات التي حددتها شرطة دبي بشكل دقيق.
وقال نائب القائد العام لشرطة دبي، إن مجموعة من القوات التابعة للتحالف الدولي اعترضت السفينة، وداهمتها وسيطرت عليها وأخضعتها للتفتيش، وكان من نتائج ذلك إلقاء القبض على 10 أشخاص آسيويين ضالعين في العملية، ومصادرة 350 كغ من الحشيش في اليوم الأول.
وأضاف أن قوات التحالف أبلغت شرطة دبي بنتائج المداهمة لكن أصرت الأخيرة على أن هناك صيدا ثمينا آخر موجودا في السفينة، فتم تفتيشها في اليوم الثاني وعثرت القوات على 500 كيلوغرام من الشبو «امفيتامينات» المعروف باسم «كريستال» تزيد قيمته المادية على 500 مليون درهم، وكانت مخبأة بحرفية وذكاء خلف محركات السفينة.
وأضاف المزينة أن هذه تعد من أهم العمليات التي نفذتها شرطة دبي، لأنها تطلبت مستويات متطورة من العمل الاستخباراتي، والتنظيم والتنسيق مع الجهات التي شاركت فيها، لافتاً إلى أنها استغرقت فترة غير قليلة من العمل الدؤوب والمتواصل ومثلت ضربة موجعة إلى كبار تجار ومهربي المخدرات في العالم، لأنها من كبرى العمليات في العالم لهذا العام من حيث الحجم، والقيمة المالية للمخدرات المضبوطة، والأحداث المثيرة التي اشتملت عليها.
وأوضح أن من الجوانب المهمة في العملية تأكيدها التزام وزارة الداخلية بالاتفاقيات الدولية عموماً، وباتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الاتجار غير المشروع في المخدرات والمؤثرات العقلية عام 1988 خصوصاً، التي يشير البند رقم (1) من المادة 17 فيها إلى الدول التعاون إلى أقصى حد ممكن على منع الاتجار غير المشروع عن طريق البحر.
وأشار إلى أن الإدارة العامة لمكافحة المخدرات في شرطة دبي أثبتت كفاءة كبيرة في تجنيد المصادر واختراق العصابات الكبرى في العالم، لافتاً إلى أنها تلقت رسائل تقدير من قائد العمليات في القوات البحرية للتحالف الدولي، نظرا لما قدمته من معلومات مهمة في عملية «المحيط الهندي» أسهمت في القبض على الجناة، ومصادرة ما بحوزتهم من مواد مخدرة.
وأفاد المزينة بأنه جرى التنسيق كذلك مع الدولة التي خرج منها المتهمون بالمخدرات لمحاكمتهم في ظل ضبطهم في المياه الدولية وليس في الحدود الإقليمية لأي من الدول، مشيراً إلى أنهم اختاروا هذا المكان تحديداً لتفادي ضبطهم من جانب قوات المكافحة.
وحول عدم انتهاج استراتيجية «التسليم المراقب» لتتبع الطرف الذي كان يفترض استلام المخدرات، قال المزينة إن كل الدول ليست على مستوى واحد في التعاون، وتستهدف عصابات المخدرات دولاً تعاني فوضى أمنية وسياسية لضمان عدم ملاحقتها بقوة، لذا حرصت شرطة دبي على تنفيذ العملية في هذه النقطة، لأنها الأنسب من كل النواحي.